مواضيع اليوم

بأي ذنب تغلق؟!

بدر الشبيب

2009-04-01 21:36:49

0

أحاول أن أفهم لماذا يتم إغلاق مدرسة علمية أو حوزة حسب المصطلح تشتغل بتدريس الشريعة الإسلامية وفق منهج واضح معلن يمكن لأي شخص الاطلاع عليه، وطبقا لمذهب معترف به في مقررات المؤتمرات الإسلامية في عمَان ومكة وغيرهما؟

هل إن ذلك يعود لسرية مناهجها، ونحن نعلم أن مثل هذه المدارس أو الحوزات تقوم بتدريس مواد معينة معروفة من نحو وصرف وبلاغة ومنطق وفقه وأصول وما إلى ذلك من العلوم الإسلامية كدراية الحديث وعلم الرجال وكل ما يتعلق بعملية استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية؟ وبإمكان أي شخص أن يتعرف على تلك المواد، فهي متاحة لكل أحد سواء على شبكة الانترنت أو عن طريق بعض القنوات التلفزيونية التي تبث دروسا حوزوية.

هل ذلك يعود لطبيعة مخرجاتها، ونحن نعلم أن هذه الحوزات تمثل أحد الروافد الأساسية لصياغة عقل ونفس وروح الطالب أو الطالبة صياغة إسلامية قائمة على البرهان والدليل، وليست الصياغة العاطفية الميثولوجية، كما إننا لم نشهد من بين خريجيها انتحاريين أو إرهابيين، بل شكلت على طول التاريخ مصنعا لتخريج الرجال الذين خدموا الوطن بكل صدق وإخلاص؟

هل يعود ذلك لعدم الحاجة إليها، ونحن نعلم أننا في زمن نحتاج فيه إلى مثل هذه الحوزات والمدارس لتحصين أبنائنا وبناتنا ضد موجات الانحلال الأخلاقي والقيمي التي غزتنا في عقر دورنا وأفسدت عقول شريحة من شبابنا وشاباتنا، وساهمت في نشر الجريمة والرذيلة في مجتمعنا؟

هل يعود ذلك لأنها تشكل عائقا في طريق الوحدة الوطنية، والحال أنها علامة من علامات الوحدة التي تعترف بالتعددية والتنوع تحت مظلة الوطن الواحد؟

هل يعود ذلك لعدم ترسيمها، والحال أنه لا يوجد حتى الآن طريق واضح ومحدد لجعل هذه المدارس رسمية كما هو الحال في البحرين مثلا، بل في الدول غير الإسلامية، حيث تم الاعتراف مثلا بالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية من قبل المجلس البريطاني للاعتراف بالدراسات الجامعية والدراسات العليا الخاصة في عام 1998 كأول جامعة إسلامية تدرس باللغتين العربية والانجليزية في بريطانيا، وهي جامعة تدرس الشريعة الإسلامية وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام.

إنني أعتقد أن إغلاق مثل هذه المدارس يساهم وللأسف في إذكاء الاحتقان الطائفي الذي يبذل المخلصون في هذا الوطن، وفي العالم الإسلامي كله جهودهم الحثيثة للتخفيف من آثاره السيئة والقضاء عليه، وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة الإسلامية. كما يؤدي إغلاقها أيضا إلى إهدار الطاقات التي كانت منشغلة فيها بالعلم والمعرفة وبما يعود عليها وعلى مجتمعها بالنفع، حيث ستتعطل تلك الطاقات، وربما – لا سمح الله – يجرفها الفراغ القاتل إلى ما لا يحمد عقباه.

إضاءة أخيرة:

 في حواره مع موقع إسلام أون لاين في شهر مارس الماضي، يقول سماحة الشيخ حسن الصفار:

إن المواطنين الشيعة لا يطلبون أكثر من مساواتهم ببقية إخوانهم من المواطنين، في حرية ممارسة شعائرهم الدينية، وإتاحة المجال لهم للعمل والخدمة في كل مواقع الدولة حسب ما يتوفر لأبنائهم من كفاءات وقدرات، فهم مواطنون لا يصح استثناؤهم من المشاركة في أيّ مرفق وطني، وأيّ منصب من مناصب الدولة. حيث لا دخل للمذهب في قضية الولاء والثقة والإخلاص. انتهى
سؤال: هل هذا كثير؟!

 8 / 5 / 2008م




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !