الشيخ /عبد المجيد ...زميل دراسة قديم ...يعنى أزهرى ..ولكن السبل تفرقت بنا فآثرت مجال التدريس والدعوة وآثر مجال الطرق الصوفية وصار نائبا لشيخ إحدى الطرق المعروفة ..وعلى بعد الشقة بيننا إلا أنى لاأحب أن أقطع خيوط التواصل مع الناس مهما كان الأمر...من باب أن رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى الآخر خطأ يحتمل الصواب ..ومن جهة أخرى أن الباب المفتوح سبيل إلى الحوار والتغيير ...ولهذا لم أتردد فى قبول دعوة الشيخ /عبد المجيد لحضور (جلسة ذكر )كما سماها ..جلست إلى جانب الشيخ وبدأت الجلسة...

أطفئت الأنوار...وردد الجالسون بصوت خفيض "الله "ثم بدأت الأصوات تعلو رويدا رويدا ثم انتفض القوم وقوفا ثم تحركت أجسادهم يمينا وشمالا فى عنف وقد تحول اللفظ الشريف "الله "إلى (إه ) وطبعا كنت جالسا وكان الشيخ من الجالسين ...

وبعد فترة ..بدأت الأصوات تهدأ تدريجيا حتى استقام نطق الاسم الأعظم ثم جلسوا وأعيدت الأنوار.. ودارت أحاديث دنوية بين الشيخ ومريديه ...ثم التفت إلىّ قائلا: ماذا تنكر من ذلك ؟و نحن بحمد الله لم نرتكب إثما واحدا فى هذه الجلسة ؟ قلت هامسا :أتحب أن أتحدث إلى الجميع أم بينى وبينك ؟قال: خذ راحتك ..تفضل .قلت :كنت أود أن يبدأ هذا اللقاء بتلاوة بعض آيات الذكر الحكيم ثم تدور مناقشات حول معنى الآيات تنتهى إلى استخلاص الدروس والعبر ..ولكنى رأيت شيئا مختلفا وأرجو أن تتفضل يا شيخ عبد المجيد فتخبرنى من أين أتيت بهذه الطريقة فى الذكر ؟ قال الشيخ :عجبا لك ألم تقرأقوله تعالى "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم "؟ا أليس ذلك نصا صريحا ؟وقد تعلمنافى الأزهر أنه لااجتهاد مع النص . حاولت كتمان غيظى وضحكى فالرجل متجاهل لاريب وقلت:يا شيخ عبد المجيد هل يمكن أن يكون الإنسان غير واقف ولا قاعد ولا نائم ؟

قال :ماذا تقصد ؟قلت :لابد أن يكون الإنسان على حالة من هذه الحالات الثلاث :أن يكون قائما أو قاعدا أو نائما حتى الميت ..وعلى هذا يكون المعنى -والله أعلم -أن المؤمنين يذكرون الله على كل أحوالهم .قال :ولماذا لايكون ما شاهدته الآن من هذه الأحوال ؟ قلت:يمنع من ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولم يفعله أحد من الصحابة والتابعين .هذه واحدة ..والثانية :نطق الاسم الكريم بهذه الطريقة إهانة غير مقبولة ولم يرد مطلقا ذكر الله بترديد اسمه الكريم مفردا والأذكار معروفة محفوظة للخاص والعام بحمد الله .قال :ألا تلاحظ أنك متشدد بعض الشىء ؟قلت ضاحكا :بل ألاحظ أنك متشدد يا شيخ عبد المجيد فقد انهد حيل الرجال فى هذا الذكر غير الشرعى واسمح لى أن أسألك :إذا كان هذا الذكر شرعيا فلم لم تشارك الرجال فى حركاتهم ؟ فبهت الشيخ .وأسرعت بالانصراف .