الذى ألف الأزمة السياسية فى مصر ولحنها وأخرجها ...فى حيص بيص ...نعم  المجلس العسكرى فى حيص بيص ...لقد مضى طوال الأشهر العجاف الماضية يلعب على الخلافات بين القوى الثورية بل ويذكيها ويتحالف مع أزلام النظام البائد على إضجار الجماهير من الثورة وافتعال أزمة مواد الطاقة دليل على ذلك ..وقد أقسم لى سائق سيارة أجرة أن صهره يعمل فى محاجر الجبل وأنه شاهد بعينيه سيارات ضخمة تسكب السولار فى الجبل ...ولا تقل لى إن العسكر فى غفلة عن هذا وقد تكرر بل الأمر معلوم لهم وهم متواطئون مع من يهمهم تشويه الثورة وإجهاضها ....

فإذاأضفنا إلى ذلك :التعليمات الصادرة إلى /عبد المعز أبراهيم فى قضية التمويل الأجنبى -كما صرخ بذلك اثنان من القضاة على الهواء مباشرة -ثم اسدال الستار على تلك المأساة كأن شيئا لم يكن...وإذا أضفنا إلى ذلك اختيار لجنة غير مرضى عنها من القضاة لتشرف على الانتخابات الرئاسية ثم تحصنها ضد الطعون وهو مالم يحدث فى بلاد الدنيا أدركنا النية المبيتة والتكتيك المحكم الذى يمارسه العسكر للتمسك بالسلطة ولولا أن مكن الله مجلس الشعب إلى تلك الفكرة العبقرية فى الفرز داخل اللجان الفرعية وتسليم مندوبى المرشحين قائمة رسمية بالنتائج -لولا ذلك لفاز مرشح العسكر ب99./.من الجولة الأولى ...أمَا وقد قدر الله ما حدث وسحب البساط من تحت الأقدام الحديدية وفاز المرشح الإسلامى على رؤوس الأشهاد فقد أسقط فى يد العسكر وتخبطوا فى إصدار دستور تكميلى وقوانين مشبوهة للضبط القضائى وراحوا يوجهون أبواقهم الإعلامية ضد من لايرغبون ...ثم أصدروا بيانا يهددون من يقول لهم لا وينصبون من أنفسهم حكاما لايخطئون وإنما هم وحدهم الذين يعملون من أجل مصر ...ومرة أخرى يقعون فى حيص بيص حين تجتمع القوى الوطنية مع الدكتور /مرسى ليتفق الجميع على تحركات الأيام القادمة ...

لقد أصبح المجلس العسكرى فى جانب والقوى الوطنية فى جانب واللجنة العليا للانتخابات هى الأخرى -مثل أربابها-فى حيص بيص كيف تخرج من هذا المأزق ؟ وبأى حكاية يخرجون على الشعب ...وإنا لمنتظرون .