دخل الإسلام مصرعام 21هجرية على يد عمرو بن العاص على رأس جيش من الصحابة فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عن الجميع ...واستوطن مصر كثير من الصحابة والتابعين وعديد من أئمة المذاهب الفقهية من أبرزهم :الإمام الشافعى والإمام الليث والإمام القرطبى ...هؤلاء عاشوا فى مصر وجابوها شرقا وغربا شمالا وجنوبا ولم يصدر عن أحد منهم كلمة واحدة بشأن آثار مصر القديمة التى لايعقل ولا يقبل أنهم لم يكونوا على علم بها ...أقول :لم ترد فتوى من أى من هؤلاء بهدم تماثيل آل فرعون أو تغطيتها .......فلماذا لم يهدم عمر وأصحابه هذه الأصنام ؟ لاشك أن الجواب الوحيد :أنهم لم يرو ها أصناما تعبد من دون الله وإنما رأوها تماثيل ترمز إلى حضارة غابرة ولاأشك أنهم تركوها لفهمهم الصحيح لقول الله تعالى :"أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروهاأكثرمما عمروها "الروم 9 ولاشك أنهم فهموا أنه لايمكن معرفة شدة هؤلاء وعمرانهم الأرض إلا بآثارهم ..فإذا ما دمرت هذه الآثار بطلت دعوة الله إلىالنظرفى عاقبة من كان من قبلنا ....لقد خرج الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة (تبوك )ومروا بمدائن صالح عليه السلام فلم يأمرهم صلى الله عليه وسلم بهدم مافيها من تماثيل بل قال لأصحابه "لاتدخلوها إلا أن تكونوا باكين "أى أنه أذن بدخولها للعبرة والعظة .......هذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وفعل صحابته وتابعيهم ومن تبع هداهم إلى يومنا هذا ...فما بال هذه الأصوات النشاز التى خرجت علينا بفتاوى منكرة تدعو إلى هدم هذه الحضارة الوثنية العفنة على حد زعمهم الخائب ؟ سمعت أحدهم يدعو إلى هدم (أبى الهول ) وآخر يدعو إلى تغطية التماثيل بالشمع وآخر يفتخر بأنه أحد الذين شاركوا فى هدم تمثال (بوذا ) فهل يزعم هؤلاء أنهم أكثر علما وأغير على الشريعة من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأكارم ؟ لقد أمر صلى الله عليه وسلم بهدم الأصنام لأنها كانت تعبد من دون الله والحكم يدور مع العلة كما يقول علماء الأصول وعندما تنتفى العلة ينتفى الحكم وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه مع تماثيل مدائن صالح فقد كانت مجرد آثار وكانت موضعا للنظر فى عاقبة أمة سابقة .......إن هذه الدعوات الصارخة لهدم آثار الفراعنة لهى الجنون بعينه وإن عقولا هذا فكرها لهى أخطر على الدين من الكافرين به .
التعليقات (0)