مواضيع اليوم

ايهما الذ وجبة تشبع الروح ام البدن ؟

 
ايهما الذ وجبة تشبع البطن ام اخرى تشبع الروح ؟

كتبهاالدكتور محسن الصفار ، في 19 يونيو 2012 الساعة: 14:20 م

ايهما الذ وجبة تشبع بطنك ام وجبة تشبع روحك ؟

بقلم محسن العبيدي الصفار

كان سعيد رجل الاعمال يمشي في الشارع برفقة زوجته و ابنه الذي يبلغ من العمر تسع سنين وابنته التي تجاوزت السابعة بقليل يمرون على المحلات كي يشتري لهم مايحتاجون اليه في العام الدراسي الجديد من ثياب ولوازم مدرسية ,عندما مروا بجانب مطعم للوجبات السريعة اصر اطفاله على دخول المطعم لتناول وجبة وعلى الرغم من ان سعيد لايحبذ مثل هذه المطاعم الا انه انصاع امام اصرار اطفاله على الدخول مغلوبا على امره خصوصا انه هو الاخر قد بدا يشعر بالجوع بعد المشوار الطويل من محل لاخر .

اثناء دخولهم لاحظ سعيد عدد من الاطفال بثياب رثة يقفون امام المطعم وينظرون بعيونهم الصغيرة الى كل من يدخل وكل من يخرج واحيانا يخرج احد عمال المطعم كي يطردهم بعيدا كي لاينغصوا على الزبائن وجبتهم الدسمة بمنظر اجسادهم النحيفة التي تكاد لاترى لحما فوق عظامها .

طلب سعيد الوجبات وجلس والعائلة حول الطاولة بانتظار وصولها وعندما حان دورهم طلب من ابنه وابنته ان يحضرا صينية الطعام ذهب الصبي والبنت واخذا الصينيتين وفجأة نظر الصبي الى خارج المطعم وقال شيئا في اذن اخته وبحركة مباغتة فتح الباب وخرجا من المطعم .

اصاب سعيد الهلع وركض باتجاه الباب لكنه وقف مشدوها عندما رأى طفليه يوزعان الطعام الذي في الصينيتين على الاطفال الفقراء وهؤلاء يتلقفوها فرحين وكان الدنيا قد اعطيت لهم .

اقترب سعيد من طفليه وقال بهدوء :

ماذا تفعلان ؟ لم توزعان طعامكما ؟ الا يعجبكم ماطلبت لكم ؟

اجاب الصبي :

لاتغضب يا ابي رجاء فساسدد ثمن الوجبات من مصروفي ان شاء الله

قال سعيد :

يا ولدي انا لا اسأل عن النقود ولكني اريد ان اعرف سبب مافعلتما ؟

قال الصبي :

يا أبي الحمد لله الذي اعطانا ابا مثلك لايؤخر عنا شيئ ولايرد لنا طلب ولكني اشفقت على هؤلاء الاطفال ان ليس لهم مثلنا من يفرح قلوبهم فوددت ان اشكر الله ما اعطانا بأن افرح قلوبهم .

ادمعت عيني سعيد وكاد يجهش بالبكاء وضم ولديه الى صدره وعانقهما طويلا ثم قال بصوت متهدج :

اما والله لقد اخجلتني ياولدي وفتحت عيني على حقيقة مؤلمة ان واجبي يتعدى عائلتي وابنائي وعلي ان ارى حاجات الاخرين ايضا . وكم انا فخور بأن يكون ابني هو من يعطيني في خلق الاسلام درسا فأن كان الاطفال مستعدين للتنازل عن وجبة يحبونها كي يسعدوا طفلا فقيرا فكم هو عيب علينا ككبار ان نتلذذ بالنعم دون ان نفكر بالفقراء واهل الحاجة .

ياولدي لقد كبرت في عيني اشواطا ولم اعد اراك انت واختك اطفالا بل اصبحتم اكبر مني فبارك الله بهذا الاحساس النبيل واعدكما ان ابوكما لن يكون اقل منكما في عمل الخير وصنع المعروف . لله در هذا المطعم لقد دخلناه كي نشبع بطوننا فإذا به قد اشبع ارواحنا .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات