. من المعروف ان العراق بموقعه الجغرافي يشكل جمجمة العرب وكان منطلق الفتوحات في العصر الاسلامي الاول ومنه انتشرت الحضارة العربية والاسلامية الى بقاع الدنيا وكلما مرّ العراق بازمات ومشاكل وقلاقل كان تاثيره واضحا على بقية الدول العربية فمتى مرض العراق تداعت العروبة بالسهر والحمى , منذ القدم هكذا كان وسيظل العراق وهذا ما نلاحظ تطبيقاته اليوم فمنذ ان اختطف العراق واصيب بسرطان التدخلات والاحتلالات التي شلته واقعدته عن موقعه ودوره الرائد مع العرب حتى داهم الخطر باقي الدول العربية ومن اشد الاخطار واشرسها واقبحها هو الخطر الفارسي من شرق العراق فالايرانيون الفرس يعرفون جيدا موقع العراق ومكانته فلذلك كانوا يحلمون بالسيطرة عليه او على الاقل التأثير على قراره السياسي والاجتماعي والديني فكلما يمر العراق بالضعف وتعصف به المشاكل والازمات كلما مدت ايران عنقها النتن اليه منذ الازل كان ذلك حتى ان سقوط الحضارة البابلية ما بين النهرين كان تحالفا مشتركا بين الفرس الساسانيين واليهود وبقي العراق آنذاك يرزح تحت الحكم الساساني قرون طويلة امتدت حتى عصر طهور الاسلام , ولكن هذه المرة فان الاطماع الايرانية اخطر واشرس واعمق ذلك انهم جاءوا هذه المرة وهم يحملون احلام اجدادهم متسترين بالدين وبالتشيع وهنا يكمن الخطر والفساد والرعب والهاوية وبذلك تستغل ايران هذا العامل المهم من خلال المرجعية الدينية التي خططت ايران مع الغرب ان تكون تحت سلطة المراجع العجم والوقوف بقوة وبحزم ازاء كل مرجع عراقي عربي يحلم بان يعيد المرجعية الى احضان العروبة الشريفة , وكان استحواذ الاعاجم الفرس على مرجعية النجف خطبا فادحا وبمثابة ( حصان طروادة ) دفع العراق والامة له ثمنا باهضا هدد وجودها ومصيرها وقد صرح الفرس باطماعهم هذه علنا جهارا نهارا حيث اعلن اكثر من مسؤول ايراني عن حلم الامبراطورية الفارسية التي ستكون عاصمتها بغداد !! والعرب اليوم وبالخصوص دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مهددة اكثر مما مضى بوجودها ومصيرها واسلامها ومكتها المكرمة وميدينتها المنورة مهد الاسلام وحواضره وبيضته مهددة من طرفين ان نجحا لا سمح الله فانها الكارثة العظمى والنهاية والفناء للوجود العربي وهما الدواعش التكفيريين والفرس الايرانيين المجرمين سافكي الدماء وآكلي السحت الحرام ومؤججي الفتن والطائفية ومصدري الارهاب فاي طرف ان نجح في السيطرة على العراق يعني وجود ما يسمى بحزب الله والمليشيات المتعطشة للدماء على مشارف حدود المملكة وربما يتعقد المشهد اكثر بتحالف الشيطانين التكفيريين داعش والفرس ضد العرب وهذا ما يخطط له دهاقنة الفرس ونشاهد ذلك
متحققا وبصورة جلية وفعلية في سوريا حيث تحالف نظام بشار وداعميه الفرس مع دواعش الشام وكذلك عندما أمرت ايران عميلها الخائن المالكي بالانسحاب الفوري والسريع امام الدواعش من الموصل لنقل الحرب الى العراق وخلط الاوراق ولتكون ذريعة ومبررا لتدخلها العلني والسافر في العراق وهذا الامر ان استمر فلا توقفه بعد ذلك اي قوة او تحالف مضاد وهذا يعني اندماج الاخطبوط الفارسي مع الدواعش في جسد واحد وهذا يشكل كابوسا مرعبا لا يمكن حتى التفكير فيه او الخوض في غماره ومن هنا لابد للعرب ان يمسكوا بزمام المبادرة والهجوم خير وسيلة للدفاع من خلال انقاذ العراق وبأسرع وقت من براثن المخالب الفاسدة التي تتحكم بالعراق حاليا ومساعدة شعبه من التخلص والخروج من هذا المأزق التاريخي الحدي قبل ضياع الفرصة ان وجدت هنالك فرصة في الافق .. ومن هنا حذر المرجع العراقي العربي السيد الصرخي من ضياع الفرصة في رده على سؤال وجه اليه بتاريخ 8\3\2016 .. حول تحليل سماحته للاحداث الجارية في المنطقة خاصة في العراق وسوريا واين تتجه الاحداث ؟ وماهو دور وتاثير ايران وتركيا ودول الخليج ؟ وما هي مقترحاته ونصائحه للمسؤولين واصحاب القرار بوجه الزحف والخطر الايراني ؟ فاجاب سماحته ... ( بسم الله تعالى قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): {{الفرصة تمرّ مرّ السحاب، فانتهزوا فرص الخير}} و{{ إذا أمْكَنَت الفرصة فانتَهِزها ، فإنّ إضاعةَ الفرصة غصّة}} وبعد... أولًا ــ لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!! ثانيًا ــ هنا يقال: هل يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!! وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في المواجهة والدفاع عن وجودها الآن وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت المواجهة سابقًا وقبل الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد عليه!!! فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!! وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!! ثالثًا ــ إنّ الوقائع والأحداث والفرص تتغيّر بتغير الظروف وموازين القوى المرتبطة والمؤثرة فيها، وفوات الفرصة غصّة، ونذكر هنا: 1 ـ بعد التدخّل الروسي في سوريا اختلفت التوازنات كثيرًا، وامتدّ تأثير التدخّل إلى العراق!!! 2 ـ الأمور بمجملها تغيّرت سلبًا وإيجابًا بعد أزمة النفط وانخفاض أسعاره!!! 3 ـ المؤكَّد جدًا أنً إيران بعد الاتفاق النووي اختلفتْ كثيرًا
عما كانت عليه، وقضيتها نسبيّة، فبلحاظ أميركا وكذا دول أوربا فإنّ إيران في موقف أضعف لفقدانها عنصر القوة والرعب النووي، مع ملاحظة أنّ رفع الحظر النفطي والاقتصادي عن إيران قد أدخَل العامل الاقتصادي كعنصر ممكن التأثير في تحديد العلاقات!! وأما بلحاظ الخليج والمنطقة فالمسألة مختلفة وكما بينّا سابقًا!!! ونسأل الله تعالى العزيز القدير أن يفرِّج عن شعبنا العراقي والسوري وكل المظلومين ...
بقلم \ اصيل حيدر
التعليقات (0)