لا يوجد انسان يحترم عقله وانسانيته يرضى بوجود هؤلاء مدعي المرجعية وقد تقمصوها وسلبوها وتوارثوها فكانت كالكرة بين يدي الاطفال يتلاقفونها بينهم دولا واموال ومناصب ووجهاتية وسلطة , هكذا رسم المخطط المدروس بعناية في اوساط ودوائر الاستخبارات العالمية والدول الاستعمارية ان يجعلوا من النجف وبالتحديد تلك الرقعة القريبة من مرقد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام فاتيكان ثانية اشبه بفاتيكان المسيحية في روما لينكفأ الاسلام فيها ويصبح بعيدا عن الحياة ونظامها حتى لم يعد الاسلام يتحكم بالنظام الاجتماعي او السياسي او الاقتصادي سيخرج خارج اللعبة حاله حال الاديان الاخرى التي ركنت لتكون مجرد طقوس وترانيم تتلى في الكنائس والصوامع او مجرد آيات تتلى بين شواهد المقابر في النجف او مجرد لطم وتطبير ومشي وهرولة وموائد طعام تملىء الكروش وتشبع الغرائز هكذا تم التخطيط بعناية ومنذ قرون ربما وليس عقود فحسب ولكن لماذا تشن هذه الحرب على الاسلام المحمدي الجواب بكل بساطة لانه دين الحياة انه يمنح الحرية الحقيقية وليست الحرية المزيفة او السراب المزخرف بألوان التهتك البريطاني او الامريكي التي تقدمه الحضارة الجديدة في الغرب او الشرق منقوعا بأنهار الدماء وتكبيلا للانسانية المعذبة , ان الحرية الغربية تعني ان تعمل النهار بطوله في المصانع والمعامل ومن ثم تقضي الليل وباليد الاخرى قنينة الخمر وتسهر حتى الثمالة وهكذا هذه هي الحرية التي يراد لها اما حرية الاسلام فهي الانعتاق الى عبودية الخالق الواحد المنعم ولا عبودية لغيره ولا تحكم للراسمالي في مصير الانسان السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي ولا نظريات تجرب على بني البشر حتى اذا فشلت تجرب الاخرى قاطعا الطريق امام السراق والمفسدين وهكذا ان الاسلام واقصده الحقيقي الذي جاء به محمد صلوات الله وسلامه عليه يمنح السعادة والعدل الاجتماعي المادي بالاضافة الى السعادة والرضا الروحي فيوازن بينهما , ولكن كيف السبيل للقضاء على هذا الدين ؟ وصلت عصارة افكار الغربيين واليهود ومجموعة من الفرس الايرانيين الى التحرك بمحورين الاول هو ضرب الاسلام بنفس الاسلام اي بناء وتشكيل منظمات مدنية وعسكرية وشخصيات عميلة تكون مهمتها تشويه صورة الاسلام في نظر الرأي العام على ان هؤلاء يمثلون الاسلام وهذا هو الاسلام الذي تتمسكون به نظرية وتطبيقا فجندت العمائم بعد ان اوصلوها الى القيادة والقرار السياسي بدعم لا محدود مالي وسياسي واجتماعي كما حصل في العراق بعد انهيار الدولة في عام 2003 فكانت المنظمات السرية والعلنية المدنية منها والعسكرية بغطاء ديني دخلت من ايران تحت يافطات منظمات انسانية او دينية او خيرية او حتى هيئات مواكب وغيرها ثم تطور عملها بحسب الظروف والتغيرات في المنطقة فقد حملت السلاح اخيرا لتعيث في الارض فسادا وخرابا وقتلا وتشريدا وانتهاكات كما رأينا في المليشيات التي تشكلت في ليلة واحدة والميسر لها عملها شرعا وقانونا بواسطة الفتوى وبواسطة قوانين الدولة التي سمحت لها بالعمل جنبا الى جنب مع الجيش والشرطة والقوى الامنية الاخرى وفي الجانب الاخر ظهرت منظمات القاعدة والطالبان والدواعش وعشرات الفصائل الاخرى التي كانت تنفذ الاجندات الاجنبية والاوامر المخابراتية الدولية , والمحور الثاني والذي لا يقل خطورة عن المحور الاول بل هو اشد واقبح الا وهو ايجاد ودعم مرجعيات تكون على عاتقها التشريع والاقرار لاعمال المحور الاول وداعما له والاستحواذ على مقدرات الناس والسيطرة على عقولهم وتخديرهم بأفيون الصمت والخنوع والرضا بالقضاء وعدم الممانعة او التململ وايجاد الارضيات لنفاذ الثقافات والغزوات الثقافية الغريبة عن المجتمع ومباركة الاحتلالات وترويض الناس ومنع مقاومتها كذلك دعم السياسيين والدستور اللذان تم تهيئتهما في الخارج وتدريبهم وارسالهم الى العراق واخيرا وليس آخرا تأجيج الطائفية والشحن والاستقطاب بواسطة اعلان الفتوى والجهاد و تقاتل ابناء الشعب فيما بينهم للقضاء على كل تحرك يحاول وأد الفتنة ويروم اطفائها وكذلك في محاولة لتواصل القتال واستمراريته واعطائه بعدا اكبر من المعارك الحربية للجيش المؤسساتي التقليدي باعلان ان هذه الحرب هي حرب مقدسة والشهيد فيها يذهب الى الجنة لاستنزاف كل الطاقات البشرية والاقتصادية وتكريس الجهل والفساد كما يروج الدواعش بان شهيدهم يذهب مباشرة ليشارك النبي في غدائه في الجنة ولا عجب فان الدواعش والمرجعيات وخصوصا الفارسية منها اوجه لا تختلف ولا تتقاطع للفكر السلبي الجهادي الا بالاعلام حصرا والدليل على ما نقول ان الاحتلال الامريكي دخل الى العراق وخرج بأكثر من عقد من الزمن وعاث فسادا وقتلا وتدميرا ولم تحرك تلك المرجعيات ساكنا ولم تأذن او تشرع للجهاد الكفائي او غير الكفائي ولم تستنكر قبائحه وجرائمة بل كانت تبارك له وتدعمه سرا وعلانية وكانت تطلق عليه القوات المحررة والصديقة , وعلى هذا الاساس فان الله تعالى لايترك دينه وان لطف الله اقتضى ان لابد للناس من حجة دامغة في مقابل ذلك الضياع والاستهتار بالقيم وباديان الله فانبرى المرجع الحقيقي العراقي بفكره المتين وعلمه الرصين ليقف متدرعا بعزم النهج القويم ومتسلحا بالعلم والتحقيق ليطيح بتلك الاصنام والكهنوت ويكشف الحقائق ويسقط الاقنعة ويدك تلك القلاع المحصنة التي لم يجرؤ احد حتى البوح سرا بموبقاتها واسرارها حاملا لمعول الحق مهدما تلك الاركان والركائز والحصون التي بناها الغرب والشرق لسنين طويلة وخطط لها ونفذها بلا رحمة , فكان الصرخي ندا وخصما قويا شجاعا وعلما فذا لم يدانيه احد ووقفوا امام علمه وطروحاته مهزومين منكسي الرؤس ينظرون الى اصنامهم وهي لا تنفع ولا تنطق ولا يستطيعون جوابا سوى سهام الطعن والسب والاكاذيب والافترءات وهذه افعال وردود وسياسة المفسدين ازاء المصلحين على طول التاريخ ..فكان بحث ( السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد ) في سلسلة محاضرات (تحليل موضوعي في العقائد و التأريخ الإسلامي)دعوة الى تحريك العقل الجمعي وتحطيم الجمود وتهديم الصنمية للانعتاق نحو بناء مجتمع يقوم على اساس العدل والمساواة والحرية والامان والسلام والوقوف امام كل من يريد ان ينصب نفسه وكيلا عن الله وخطا احمر وشيطانا مقدسا وتاجا على رؤوس الجهلة والسذج من الناس ..
اصيل حيدر
التعليقات (0)