مواضيع اليوم

اين يصنعون الخمور المغشوشة

مصعب الامير

2010-04-08 08:35:23

0

في ظل غياب أجهزة حكومية مختصة تراقب الأسواق العراقية أو تفعيل القوانين المعنية بذلك ، وغياب الخطط الواضحة التي من شانها أن تعزز البنى الاقتصادية في البلاد في القطاعات التجارية أو الصناعية ، تنتشر البضائع المستوردة الرديئة والسلع المغشوشة والماركات المزيفة بشكل خطير ، يساهم في انتشارها جشع من لا يهمهم إلاّ تحقيق الأرباح الفاحشة ولو على حساب أبناء جلدتهم وغشهم .
يقول حيدر ( صاحب محل لبيع المواد الكهربائية ) : إن أكثر السلع الرديئة والمغشوشة هي ذات المنشأ الصيني ، وتنتشر في الأسواق بسبب رخص ثمنها قياسا مع المناشئ الجيدة الأخرى ، والمشكلة أن كثير من المستهلكين يقبلون على شرائها بالرغم من علمهم برداءتها بسبب رخص ثمنها .
ويضيف : بعض التجار يعرضون بضاعتهم على المتبضعين على إنها أصلية ويقومون بغشهم في حين انه لا يمكن للمشتري أن يميز بين السلعة الأصلية والمقلدة .
والصناع الصينيون يقومون بتقليد السلع الأجنبية الأخرى الجيدة ، فما أن تدخل للسوق العراقية بضاعة أجنبية جيدة كان تكون تركية أو سعودية ، حتى يذهب ضعاف النفوس بنموذج منها إلى الصين فيقومون بتقليدها وما تمر أيام إلاّ وتنتشر البضاعة المزيفة وتطغى على الأصلية حتى لا يمكننا أن نميز بينهما إلا بصعوبة .
وتابع حيدر : توجد ماركات صينية أصلية وذات مواصفات جيدة وبالإمكان استيرادها وتوزيعها في الأسواق بأسعار معقولة ، إلاّ أن كثير من المستوردين وللأسف الشديد يقومون باستيراد البضائع الرديئة التي تصنع خصيصا للأسواق العراقية ليحصلوا على أرباح خيالية، تصوروا أن مصانع هؤلاء المصنعين الصينيين في سفن وسط البحر لأنهم لا يستطيعون تصنيعها داخل بلادهم لان حكومتهم تراقب الصناعة وتمنع من هكذا صناعة رديئة !!
وأشار : السلع المغشوشة والرديئة لا يمكن الاستفادة منها بشكل جيد وهي استهلاكية وسريعة العطل وخطرة في نفس الوقت .
فمثلا ( الأسلاك ) الكهربائية التي تنتجها منشاة أور في الناصرية جيدة لان نسبة النحاس فيها 100% في حين يلجا مصنعون في بغداد بصناعة ( أسلاك ) كهربائية مغشوشة ويضعون عليها ماركة أردنية ويضخونها في الأسواق لتنافس إنتاج شركة أور باعتبارها أردنية ، وهناك باعة لا ينصحون المشتري ، وهذه الأسلاك المغشوشة تكون رديئة التوصيل لان نسبة النحاس فيها قليلة ومخلوطة وبالتالي لا تشغل الأجهزة الكهربائية وتؤدي إلى عطلها وربما تسبب احتراق المنزل .
انتقلنا إلى أسواق الملابس وقال لنا احد أصحاب المحلات ( نجاح ) : أردأ أنواع الملابس هي الملابس الصينية التي تقلد الإنتاج التركي أو السوري الذي يأتي بالدرجة الثانية ، وأحيانا قد لا نستطيع أن نفرق بين البضائع إلاّ باختلاف الأسعار ، وهذه الملابس الصينية المقلدة ليست كالأصلية بالرغم من أن المشتري لا يمكن أن يكتشف ذلك في بداية الأمر ، فهي تتلف بسهولة بسبب نوع المواد المستعملة في صناعتها . ويبدو أن هناك مصانع مختصة بطبع وبيع العلامات التجارية المزورة حسب الطلب .
استوقفتنا العديد من الأمثلة عن البضائع المغشوشة التي تمتلئ بها الأسواق ولعل أخطرها المواد الغذائية والأدوية التي تحتاج لإفراد تحقيق خاص عنها لأهمية الموضوع وخطورته على الصحة العامة ، مما يدل على مشكلة حقيقية ومستفحلة ربما تدخل في انتشارها أطراف متنفذه اقتصاديا أو سياسيا !
لعل من أهم أسبابها غياب الرقابة الحكومية ، وضعف الوازع الوطني أو الأخلاقي لدى بعض التجار والمستوردين ، وارتباك الأوضاع العامة و المنظومة الاقتصادية في البلد ، وكذلك ضعف مستوى الوعي الثقافي العام لدى المستهلكين ، فضلا عن عدم الاهتمام الإعلامي بالشكل الذي يؤدي إلى فضح الغش ويفتح ملفات الفساد في الأسواق العراقية .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات