مواضيع اليوم

اين حقي في هيفاء ؟

روح البدر

2009-05-13 10:06:24

0

أينَ حَقِّي في هَيْفاء؟

مماراق لي

عبدالدائم السلامي ‏

أنا مُواطِنٌ تحمّلتُ عائداتِ انتمائي العربيِّ من الهزائمِ والعارِ وغيابِ الدّيمقراطيّةِ ‏وسياساتِ التوريثِ للعروشِ والخياناتِ القوميّةِ إضافةً إلى ارتفاعِ أسهمي العربيةِ ‏في بورصاتِ التجهيلِ والتفقيرِ وقلّةِ الحياءِ.

تحمّلتُ هذا وغيرَه عن طيبِ خاطِرٍ، ‏بل ونافحتُ من أجلِ انتمائي إلى حضارةٍ تَسَاوى فيها فعلُ القلمِ مع حدِّ السّيفِ، ‏واختلطَ فيها لونُ الدَّمِ بلونِ الترابِ، وكذِبَ التاريخُ فيها حتى صرنا نُكَذِّبُه.

وكنتُ ‏أسألُ دومًا سؤالاً واضحًا وبسيطًا: لِمَ أتحمل تَبِعاتِ انتمائي العروبيّ ولا أنعمُ ‏مقابلَ ذلك بخيراتِنا القوميّةِ من زِفْتٍ ولُحومٍ آدميّةٍ بضّةٍ؟ وقد تألّمتُ كثيرًا لمّا لمْ ‏أجد في كتاباتِ مُفكِّرينا العربِ الأفذاذِ إجابةً عن سؤالي رغمَ ما يدّعون من معرفةٍ ‏بحالِنا وتنبُّؤٍ بمآلِنا.‏

أنا مع العولمةِ فقطْ في دعوتِها إلى خَصْخََصَةِ الاقتصادِ والأعمالِ والأفكارِ، بل أنا ‏من الذين يبيعون الذي أمامَهم "لا أملك شيئًا ورائي" من أجلِ التوفُّرِ على ‏خصوصيّةٍ شخصيّةٍ تمنحُني الانميازَ عن بني آدمَ.

ولستُ بهذا أدّعي رفضًا منّي ‏لرأسِ المالِ أو نقدًا للاشتراكيّةِ، إنّما هو من بابِ تجاوُزِ قولِ القائلِ "الناسُ شركاءَ ‏في ثلاثة: الماءِ والكلأِ والنّارِ"، ذلك أنّ ثمّة أمورًا أخرى لا بدَّ لنا من أنْ نتشاركَ ‏فيها ونقتَسِمَها بالقسطاسِ، منها الصَّبْرُ ومنها الصّمتُ ومنها الموتُ. ولعلَّ أرقى ‏أنواعِ الاشتراكيّةِ في زمنِ العولمةِ هو الاشتراكُ في العواطِفِ الفضائيّةِ.‏

لم أصدِّقْ أنّ سياساتِنا العاطفيّةَ العربيّةَ ستُبيحُ لأحدِ الأثرياءِ خَصْخَصَةَ "هيفاء" ‏وهي كما تعلمون تمثِّلُ ثروتَنا اللحميّةَ القوميّةَ الأولى من المُحيطِ إلى الخليجِ، ثروةً ‏من العراءِ كنّا نعودُ إليها في ساعاتِ الجوعِ الجسديِّ وليالي العَطَشِ الشهوانيِّ ‏وأوقاتِ الرَّبْوِ العاطفيِّ ليعودَ إلينا توازُنُنا الفكريُّ ونصيرُ قادرين على الحياةِ بما ‏فيها من موتٍ.

ولأنّ ثمّةَ مؤامرةً عربيّةً ودوليةً تُحاكُ ضدَّنا، وقع تحريضُ هيفاء ‏على الزواجِ، فتزوّجت وتركتنا، نحنُ الجماهيرَ العربيّةَ المستضعفَةَ في أرضِها، ‏نعومُ في بحرِ الحرمانِ. وهنا أتساءلُ: أليسَ لي حقٌّ في غَنَجِ هيفاء ودَلالِها ‏وطراوةِ جسدِها؟

بل سأسألُ أولي الأمرِ منكم: أليسَ لي في هيفاءَ حَقَّانِ: حقُّ الفيءِ ‏وحقُّ الغنيمةِ؟ هل كُتِبَ عليَّ، وأنا كما أسلفتُ مواطِنٌ عربيٌّ مأزومٌ بأُمّتِه، أنْ ‏أُحْرَمَ من خيراتِ وطني العربيّ الافتراضيّةِ بعدما وقع نهبُ ثرواتِه الماديّةِ من قِبَلِ ‏أبناءِ اللواتي هُنَّ...؟

أعرِفُ أنّ "وطنيّةَ" هيفاء و"عروبتَها" ستجعلانِها تُطَلِّقُ زوجَها ‏بالثلاثِ بعد أن تُفْرِغَ حساباتِه البنكيّةَ المليئةَ بأموالِنا، وفي انتظارِ ذلك، بمَنْ ‏سأُؤَثِّثُ أحلامَ لياليَّ الطِّوالِ؟ وأنا الذي بي جوعٌ إلى بناتِ حوّاءَ كما لو كنتُ في ‏زمنِ الكُفْرِ. ‏




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !