ايمان العجائز
كثيرا من الناس عندما يشتد به الضيق من الدنيا يسأل ربه ان يعطيه ويلهمه ايمان كأيمان العجائز حتى لا يرتد قلبه وعقله عن عقيدته او ينحرف ايمانه الى غير مسار ..فايمان العجائز هذا هو ايمان التسليم والضعف لأنه اذا لم تكن العجوز خرفه تصدق كل ما يقال لها فلا اقل ماتكون وجله تقترب من ساعة الموت وفي قلبها الخوف فهي لا تجادل ولا تعارض..وهذا الايمان على الرغم من كونه ذوجذور عميقة في قلوب العجائز الا انه يحمل معنى الجهل بالحقائق الجوهريه لامور الدين حتى وان كانت لا مجال فيها للنقاش فهي حتمية ولا تقبل الشك
..فليس منا من يحب ان يلهمه الله ايمان العجائز لأنه يرى هذا دون مستواه الانساني العظيم وهو يجد في مواجهة الحقائق ومافيها من بحث واجتهاد لا يجده ولا يحب ان يجده في التسليم بايمان العجائز.
وليس هذا معناه اننا قليلي الايمان من السلف الصالح.. بالعكس من ذلك ..وانما نحن نختلف عنهم من حيث اننا اكثر رجوله منهم في مواجهة الحياة كما هي والسكون الى حقائقها والاعتماد في كل ذلك الى عقولنا لا على ما نؤمر به او يشار به علينا .
لقد كان اسلافنا يؤمرون بالايمان باحد الاديان او العقائد فيطيعون فكانوا يسأمون العقيده سلطة خارجيه ..ولكننا نحن نحاول ان نؤمن بسلطة داخليه بما توحيه الينا ضمائرنا .نؤمن عفو القلب والعقل ونحن احرارا لا نخشى عقابا ولا نبالي بحساب سوى حساب الضمير ..
ونحن فيما نبحث عنه ونجادل فيه ونرهق انفسنا في الوصول اليه من هذا الايمان الداخلي المقنع والجميل اشجع من سلفنا الصالح الذي كان ينشد ايمان العجائز .
نعم اقول وبكل صراحه ان ايمانهم كان تام وكامل لا لشي فقط لانهم كانوا في مجتمعات بداوه وعلى الرغم من تعقيدات هذه الحياة الا ان عقولهم كانت خام تستوعب اي فكره اوطرح جديد فلا يمكن ان تزدحم الافكار والمتناقضات داخل فكر انسان يعيش على رعي الاغنام والزراعه فهو يتقبل الفكره اذا كانت هذه الفكره افضل من سابقاتها ولا مجال لديه لقياس البعد العلمي او الفلسفي لهذه الفكره المهم قبلها وانتهى الموضوع وكل حس قابلياته العقليه والذهنيه .
واذا قلنا بغير هذا الرأي فبماذا نفسر ارتداد بنو اسرائيل عن النبي موسى بعد ان اظلهم السامري .وكذلك ما حصل للنصرانيين بعد صلب النبي عيسى المسيح او ما حصل للعرب من رده بعد وفاة النبي محمد (ص) .
اقول ان ايماننا اليوم هو اصدق عقلا ومنطقا من سلفنا الصالح ..فنحن ننشد الاستقلال الروحي وننشده للغريزه الدينيه التي في نفوسنا .وليس في ذلك استهزاء بالاراء وانما هي الانسانية قد بلغت سن الرشد وتأبى ان يقام عليها وصي من الخارج لانها تحس ان هذا الوصي قائم من داخل نفوسنا وهي ترى من الرجوله ان تتحسس وجوده وعطفه ورعايته ورحمته وتحاول الاهتداء اليه ..
التعليقات (0)