هي ليست المرة الاولى التي تقوم جريدة ايلاف بنقل الحقائق بطريقة مشوهة لغاية في نفس يعقوب، ولقد كتبت مرة عن موضوع (متى تتغير ايلاف الجريدة) وقرأت مرة موضوعا آخر قام الكاتب فيه ايضا بالترجمة بطريقة خاطئة ولكن للاسف لم املك الوقت وقتها للكتابة عنه ولا اتذكر الموضوع ..
والان كتبت ايلاف موضوعا بعنوان (ريتشارد دوكينز الملحد يطلب عون الرب علناً) .. ورغم ان ايلاف تشترط على ناقلي اخبارها ان يذكروا المصدر الان ان كاتب الموضوع لم يذكر المصدر الذي نقل منه معلوماته .. حيث قام بترجمة موضوع نشرته صحيفة الديلي ميل على موقعها الالكتروني بعنوان (So Mr Atheist Dawkins, whats the full title of your hero Darwins seminal work? ... erm, oh God!) ويمكنكم مراجعته باللغة الانجليزية على الرابط الذي وضعته ..
ولكن شتان بين الصحف الاجنبية والصحف العربية مهما كانت .. فالاولى تنقل الحقائق كاملة بينما الاخيرة لا تنقل الا انصاف الحقائق بما يتماشى مع سياساتها او امزجة القراء او امور اخرى .. وهذا ما سنوضحه لاحقا ..
المسألة التي ركز عليها الموضوع الايلافي هي .. قول ريتشارد دوكينز كلمة (god) التي استعملها بطريقة عفوية عندما سال ان يعطي الاسم الكامل لكتاب اصل الانواع .. وبعد ان تلعثم دوكينز قليلا عاد ليذكر الاسم ولكن المقابل قاطعه بالقول: "اذا كنت سالت الناس الذين يؤمنون بالدارونية وعرف اثنان بالمئة منهم الاجابة فقط فانه من السهل لي القول انهم لا يؤمنون بها ابدا"
وكان هذا هو رد على استفتاء قامت به مؤسسة تابعة لدوكينز جاء فيه ان اثنين من كل ثلاثة أشخاص يقولون إنهم مسيحيون لا يعرفون أن السفر الأول من العهد الجديد يسمّى "إنجيل متى".
ويمكنكم ايضا سماع هذا القول على الرابط التالي الدقيقة 3:18
Majority of Christians tick the box
والان ناتي للنقطة الاهم من الموضوع وهي غياب وجهة نظر الطرف الآخر بطريقة متعمدة .. فكاتب او ناقل الموضوع تجاهل هذا بشكل يثير الاستغراب .. رغم انه موجود في الموضوع الذي نقله وعلى نفس المصدر اعلاه .. وسننقل لكم ما لم يترجمه الكاتب
"ولكن دوكينز قال بعد المقابلة:"لقد كانت خدعة قذرة. مسحنا لم يكن خدعة ابدا. لقد اعطينا الناس الذين قالوا بانهم مسيحيون خيارات وكانت: متي، سفر التكوين وكتاب اعمال الرسل والمزامير. ولكنهم لم يتذكروا متي وهي كلمة واحدة.
بينما خدعة جيلس فريزر سيكون لها ما يبررها عندما يكون الموقفان متوازيان، ولكن العنوان الكامل لاصل الانواع يتكون من 26 كلمة. انا اعرفها جيدا، وذكرتها في النهاية، ولكن ذاكرتي خانتني، خصوصا في استوديو الاذاعة" انتهى
نعم شيء طبيعي ان يحدث هذا في لقاء اذاعي وعلى الهواء مباشرة خصوصا ان السؤال كان مباغتا وغير متوقع .. كما ان بروفسورا عظيما مثل دوكينز ليس بحاجة الى شهادة فاعماله وابداعاته يعرفها القاصي والداني .. اما ان يقول الملحد كلمات مثل "الهي" وغيرها فهذا شيء طبيعي تعلمه من المحيط وهي مصطلحات تعودنا على سماعها وادمانها حد الثمالة ...
اما ان يتصيد البعض للملحد هذه الكلمات، فاجده حسب وجهة نظري، امرا تافها يجب ان يترفع عنه البعض، تافه لانه يبعدنا عن الشيء الاهم وهو المحتوى .. اما الاخطاء والتعابير غير المقصودة فالاعتماد عليها لا ينفع احدا، بل الغرض منها هو حرف الموضوع الاصلي، وهو نقطة تحسب على المحتج بها لا اليه.
التعليقات (0)