ايقونة الانكسار

بسم الله الرحمن الرحيم

إيقونة الانكسار
إيقونة قلبي انكسر رخامها في المحيط
وسكب الماء بحر عيوني
فغرقت كل الآهات جذلا ً من طفل دواخلي العبيط
والتهمت الأسماك كل البحيرات
وفرغت أشلائها السماء
بلا دعوات أو صلوات
وخر الماء أخيرا من صفائها
لكنه انحدر عدوا ووثبا إلى فلول الفراغ
والى حيث تدفن الكلمات الميتة في توابيت هفواتها
وتختبئ الأحلام في سهول الأفئدة الشاسعة
ولا يبقى منها أخيرا سوى
الم أو امتعاض أو رؤيا ضباب متهالكة
تنتظر أن يقال لها اقلعي صوب الجنوب
وانتظري هنالك ربيعا يأتي من الشباك
ربيعا لن يأتي من الباب
وصيفا لا يعدو على أرجله
بل على أصابعه يدب كما الغراب
وخريفا يتلفع بالاحمرار انفه
فطلاسم العراف لا تتهجى الحروف
وتبتلع الغصة أنفاس لا تتوقف برهة
وتتمضمض بالشهقة الشفاه الترف
تنام على الأحرف الثقال
فلماذا يقفز قلبي كالأطفال
وعيني على الدوام تطرف
ولماذا يفرح عند الحزن
ويتوثب على الحبال
وينزوي مهملا يشيعه الشجن
ينام على قرقرة بطنه لكنه يتحسسها انتشاء
ويخاف أن تثقب جدران خلاياه
وتذهب الى حيث ذاك الفراغ
فتتوسع عاداته نحو الإثراء والامتلاء الذي يقود إلى الغباء
وتصاب بالتخمة أحلامه الغضة
فلا تعود تمسك بتلابيب ثوبي تلك الإيقونة الشجاعة
إلا بيد رقيق بضة
وتجرني بيد طفل غرير
إلى شارع الأرجل الصغيرة والناعمة الغضة
فتنزلق حينا وتتدحرج على أسفلت انتظاري
وانأ أغط بنوم عميق بلا قرار
كمن ينتظر رؤيا تبشره بغلام
أو كمن يداري خجله بالابتسام
اكسر أيقونتي إلى فتافيت شظايا
وأمزق الصمت برنينها حتى أخيرا ..... أنام
كريمة شامي
كاتبة وشاعرة من العراق
karimashami@yahoo.com