مواضيع اليوم

ايران .. وعنجهية العناد الاعمى

عبد العراقي

2009-12-06 18:56:36

0

ايران .. وعنجهية العناد  الاعمى
ظهر في الاونة الاخيرة خلاف غير مسبوق بين ايران وحليفها العالمي الاقوى روسيا , وقد وصل هذا الخلاف الى الحد الذي تهدد فيه ايران المحتاجة للدعم الروسي في صراعها مع الغرب الى اللجوء الى القانون الدولي لمقاضات روسيا في حدث يعد سابقة مهمة في العلاقات بين الطرفين , فهل هذا الخلاف هو وليد اللحظة ام انه نتيجة لتصاعد تدريجي في مؤشر العلاقات السلبي بين البلدين , يقول احد الخبراء الروس من المهتمين بالشان الايراني ان القيادة الروسية كانت دائمة الشكوى من ان ايران تتجاهلها في كثير من قرارتها النووية مع ان الروس يعتبرون الشريك الاول لها في هذا المجال , ثم ان روسيا ذات الالتزامات الدولية التي يفرضها عليها موقعها السياسي في العالم لايمكن لها ان تغض الطرف عن تصرفات ايران المحرجة لها امام حلفائها الى ما لانهاية هذه العوامل كانت مقدمات لما حصل من توتر في العلاقات الروسية الايرانية اذا الواقع يقول ان العنجهية الفارسية التي تتحكم في صنع القرار السياسي في ايران هي من اوصلت الامور بينها وبين روسيا الى هذه النقطة الحرجة في العلاقات بين البلدين والتي من المؤكد ان تكون تبعاتها وخيمة على الايرانيين اللذين يبدوا ان عنادهم قد اعماهم حتى عن رؤية مصالحهم في وقت هم احوج مايكونون فيه الى التعامل العقلاني مع العالم .
طبعا نحن نعلم ان روسيا لايهمها كل تحفظاتنا على النهج العقائدي الطائفي الايراني بل ان ما يهمها في المرتبة الاولى مصالحها السياسية والاقتصادية والتي لايمكن لها ان تفرط بها في سبيل ايران او العرب اذا ان ميزان السياسة الروسية الخارجية هو مصلحة روسيا العليا ولهذا فنحن نامل لان يتجه ميزان العلاقات الروسية الى جانب معادات ايران لكي يصب في النهاية لمصلحتنا والتي هي في انهاء الدور التخريبي الذي تقوم به ايران في منطقتنا العربية .

السؤال المهم هو هل يمكن لروسيا ان تضحي بعلاقاتها التجارية مع ايران ذات الحجم الكبير دون الحصول على البديل من امريكا او الغرب او العرب لان هذه الاطراف الثلاثة هي من تريد لروسيا ان تبتعد عن ايران لكي لا تكون لها سند في اي صراع مستقبلي معها , وروسيا تعلم هذا ولهذا فانها حتما ستطالب ببديل لكي تترك ايران لمصيرها الذي يخطط له الغرب وامريكا والعرب ,وروسيا تعلم انها تستطيع ان تحصل على هذا البديل واعتقد انها قد حصلت على هذا البديل قبل ان توصل الامور مع ايران الى هذه النقطة من التوتر , ولنا في سابقة العراق خير مثل فالروس ضحوا بالعراق من اجل تحالفهم مع امريكا والغرب والروس دائما مستعدين للتضحية بحلفائهم المؤقتين بحلفائهم من العالم الثالث لاجل عيون حليفهم وشريكهم في حكم العالم الا وهو الولايات المتحدة الامريكية ...
ان الورقة الوحيدة و المهمة لدى ايران للضغط على روسيا هو تعاونها مع الروس في محاربة الحركات الاسلامية المتطرفة في الشيشان وروسيا فايران المعروفة في لعبها على كل الحبال والتناقضات خدمة لاغراضها ومصالحها تملك من العلاقات المباشرة وغير المباشرة مع كثير من الحركات الاسلامية المتطرفة في اكثر من مكان في العالم مما يعطيها دور كبير في حرب روسيا على هذه الحركات في القوقاز , فيمكن لايران بهذه العلاقات ان تثير بعض الفوضى في القوقاز وافغانستان فيما لو تازمت العلاقات اكثر مع روسيا لكن اعتقد ان ايران لايمكن لها السيطرة التامة على هذه الحركات الى الحد الذي تخلق فيه صراعا يؤرق الروس في القوقاز او حتى في افغانستان لوجود الاختلافات العقائدية بين هذه الحركات الشديدة التسنن وايران الشديدة التشيع فحتى لو التقت المصالح لهذين الطرفين في بعض الاحيان الا انه يبقى هناك حاجز بينهما على روسيا ان تلعب على هذا الحاجز مستفيدة من التناقض العقائدي بين الطرفين لكي تخلص نفسها من اي تاثير لايران على امنها القومي ويمكنها ايضا في هذا السبيل ان تتعاون مع بعض الدول العربية ممن لديها امكانيات لاختراق هذه الحركات ومعلومات عن تحركات هذه الحركات وايديولوجيتها ..

لكن يبقى السبب الرئيس لهذه الازمة هو العنجهية الايرانية المعاندة للعقل والمنطق والمنطلقة من امور غيبية لم تعد تتماشى مع العصر الذي يعيشه العالم ....

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !