نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن مصادر مقرّبة من القصر الجمهوري السوري قولها إنه "غداة المكالمة الهاتفية بين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وصل (معاون الرئيسي السوري) اللواء محمد ناصيف خير بك إلى طهران بصورة مفاجئة حاملاً معه رسالة من الرئيس الاسد الى القيادة الايرانية بشأن طبيعة العلاقات بين إيران وسوريا وقطر وتركيا والتي تعرضت الى اهتزازات شديدة خلال الاشهر الاربعة الماضية على ضوء الاحداث التي شهدتها الساحة السورية، وتزامنت هذه الزيارة مع مساعد نائب الرئيس السوري للعلاقات السورية التركية زيارة اللواء حسن تركماني مبعوثاً من الرئيس الاسد للقيادة التركية".
وذكرت المصادر ان "الرئيس السوري وجّه في رسالته الشكر العميق للقيادة الإيرانية على الدعم المتواصل الذي قدمته طهران لدمشق منذ اندلاع المظاهرات في سوريا، وعلى موقف ايران الثابت في دعم النظام السوري في فترة عصيبة قد تواجهها اية دولة"، مشيرة الى أن "الأسد اوضح في رسالته ان الاوضاع في سوريا مستقرة وأن ما جرى وما يجري كان كافياً لإيضاح طبيعة العلاقة بين سوريا وعدد من الدول التي كانت حتى قبل عدة اشهر تعتبرهم دمشق من أصدقائها، لكنها ازالت سريعا القِناعات المزيفة التي كانت ترتديها وكشفت وجهها الحقيقي والمتكبر الذي لا يتوانى عن القيام بكل ما من شأنه ان يرضي أسياده في الغرب".
وأضافت المصادر أن "الأسد أعرب عن أسفه لفوز حزب أردوغان في الانتخابات التشريعية، مبدياً استياءه الشديد وغضبه من المواقف الانتهازية لأردوغان وللحكومة القطرية، وأشار إلى أنه يعتبر نفسه في حِل من كل الالتزامات التي تعهّد بها في اطار العلاقات بين الدول الأربع إيران وسوريا وقطر وتركيا في كل المجالات، كما أعرب الاسد في رسالته عن أمله في أن لا تنجح كل المحاولات التي يقوم بها الغرب وإسرائيل لضرب العلاقات السورية – الايرانية، هذه المحاولات التي لم تتوقف منذ ما يزيد على الثلاثين عاما، مشيراً إلى أن العلاقات المميزة بين سوريا وايران ومواقفها الثابتة تجاه دعم حركات المقاومة في العالمين العربي والاسلامي سوف تقضي على آمال كل أولئك الذين لا يكلون ولا يملون من محاولة فصم عرى هذه العلاقة واملاء رغباتهم على الدولتين".
وذكرت المصادر أن "الرئيس الأسد أبلغ في رسالته الايرانيين، التفاهم الذي توصل إليه مع الحكومة العراقية في الايام الاخيرة بشأن فتح معبر يربط بين إيران وسوريا عن طريق الأراضي العراقية، بحيث يمكّن طهران من تشغيل الرصيف الذي تمتلكه في ميناء طرطوس بشكل مستقل تماماً، معرباً عن امله في ان يساهم هذا المعبر في فك الارتباط الايراني بتركيا للمرور الى اوروبا ويخفض بشكل ملموس مصاريف نقل البضائع الايرانية الى اوروبا بشكل خاص والى بقية انحاء العالم"، وختمت المصادر بالقول إن "اللواء محمد ناصيف خير بك سلم الرسالة إلى قائد فيلق قدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي نقلها بدوره الى المرشد الأعلى علي خامنئي، مشيرة الى ان ناصيف أبلغ الرئيس الاسد فور عودته من طهران بالأجواء الايجابية في ايران حيال سوريا وبأن الايرانيين كانوا ومايزالون الحليف الحقيقي لسوريا في المنطقة".
التعليقات (0)