محاولة القادة الإيرانيين في مقايضة ملفهم النووي بالمساهمة في حرب "داعش" أعاد للأذهان فكرة أن تتحول ايران مجدداً الى شرطي في منطقة الشرق الأوسط. لا توجد مشكلة في أن تتحول طهران شرطياً لأنّ الشرطي الأمين تقترن كلمته بالأمن و المحافظة على الاستقرار لكن المشكلة تكمن في الشرطي الفاسد الذي لا يفكر سوى بمصالحه و يعمل المستحيل للوصول الى مطامحه و منافعه عبر الفساد والرشاوى وهذا هو الشرطي الفاسد. هل تحاول إيران أن تصبح شرطياً صالحاً أم طالحاً؟!.
لتتحول إيران الى شرطي صالح في المنطقة عليها أولاً أن تثبت أنها تنبذ الإرهاب و تتعامل مع العرب والقضايا الشرق أوسطية بصورة غير منحازة دون أن تتدخل لصالح أي طرف من الأطراف أو جهة من الجهات و أن تقطع دعمها للمنظمات المصنفة على قائمة الإرهاب مثل الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان أو عصائب الحق في العراق. و كذلك أن تحارب الإرهاب المتمثل بداعش دون محاولة منها للمقايضة بملفها النووي. و عليها أن تطمئن العرب و العالم بملفها النووي أنه غير مخصص للأغراض التسليحية.
التصرف الإيراني ملتبس ببعض الضبابية وليس واضحاً على الأقل لحد الآن رغم المحاولات الإيجابية للحكومة التي يترأسها روحاني والتي تصبّ في إطار الإيجابي لكن ماذا عن الحرس الثوري و فيلق القدس والجماعات الإيرانية المتطرفة هل أنها تريد أن تسير بنفس النهج الحكومي أم أنها لا تنصاع للحكومة وتعمل بمفردها لتقوم بتعريف إيران على أنها دولة شريرة لا يمكن إعطائها حق الجند رما في المنطقة. فأي قرار سيتخذه المجتمع الدولي بشأن إيران يعتمد على سلوكها الإقليمي إذن عليها أن تراقب تصرفاتها كي لا تخسر أكثر مما خسرته لحد الآن. اذا ما كان مفهوم الربح والخسارة لديه معنى لدى القيادة الإيرانية.
التعليقات (0)