الكلمة التي ألقاها أمين عام حزب الله في ملعب الراية بالضاحية الجنوبية احتفالا و ترحيبا بزيارة الرئيس الإيراني للبنان هي بمثابة تتويج للهستيريا و التخبط الذي بات ظاهرا على السلوك السياسي و الإعلامي للحزب منذ تصريفه لفائض القوة الذي يتمتع به في تدبير الاشتباك السياسي الداخلي خلال أزمة قرارت 5 أيار وما تلاها من أحداث في السابع من نفس الشهر.
إن خطورة خطاب حسن نصر الله تكمن في استغلاله و توظيفه للرصيد العاطفي السني و إحساس الشارع العربي بعدالة و صدقية الحزب في صراعه مع الإسرائيلي لتمرير رسائل و قناعات و رؤية تعمل على سد وملأ تراجع الهيمنة و المشروع الأمريكي على المنطقة بعد وصول بارك اوباما و الديمقراطيين للإدارة الأمريكية.خطاب يصور إيران السياسية و الدينية بمثابة الحضن الدافئ لحركات التحرر و المستضعفين, القادرة على ضمان الاستقرار السياسي للمنطقة و وأد الفتنة المذهبية و الطائفية في إشارة لترهات و صفاقة رجل الدين الشيعي ياسر حبيب و موقف الإمام الخامنئي و فتواه في قضية السيدة عائشة رضي الله عنها و الصحابة الأجلاء.
كفاءة و نجاعة القيادة السياسية لحزب الله في قيادة المعركة النفسية مع الإسرائيلي و قدرتها و نجاحها في فرض شروطها و معادلاتها الميدانية و العسكرية يعاد إنتاجها من جديد مع الشارع العربي و الإسلامي الناقم على أداء الأنظمة السياسية الرسمية و فشلها في رهاناتها التفاوضية و التنموية و إفرازها لمجتمعات فاسدة و قمعية و تسلطية.معركة نفسية تروم تحوير الانتباه عن الممارسات و الأعمال و التدخلات التي تقوم بها طهران في العالم العربي من تهديد للاستقرار الداخلي في بلدان اليمن و العراق و البحرين و الكويت و السعودية و تمويل و دعم نشر المذهب الشيعي في البلدان التي تعد سنية خالصة كدول إفريقيا الشمالية.و لعل قمة خطاب التزييف و التحريف تلك القناعة التي يحاول ترسيخها حسن نصرالله في تأكيده أن إيران نعمة من الله ؟؟؟؟؟.فأي نعمة من الله يا سيد حسن تلك التي تعمل على إذكاء نار الفتنة المذهبية و الفرز الطائفي و القتل على الهوية؟
إن الخطاب الجديد لحزب الله الذي تزامن مع زيارة احمدي نجاد صدم الكثير من المتعاطفين و المؤيدين للمسار النضالي و المقاوماتي للحزب بل تجاوزت حدوده العالم العربي لتصل إلى الساحة الداخلية الإيرانية حيث انبرى الإصلاحيون إلى إبداء امتعاضهم و انتقاداتهم لازدواجية خطاب ملعب الراية.
كثيرا ما كنا في مقاربتنا للمقاومة اللبنانية نعمل على إحداث مفاصلة بين التربية العقائدية و العمل الميداني الفعلي الذي يخدم مصالح الأمة لكن زيارة نجاد للبنان و ما صاحبها من متغيرات تعد ناقوس خطر لمشروع إيراني أدواته أصبحت معروفة لهذا إذا كان 7 أيار – الشيعي - قد وأد المشروع الأمريكي للبنان فإننا نحتاج إلى 7 أيار جديد - سني - لإفشال المشروع الإيراني.
التعليقات (0)