مواضيع اليوم

ايران نجاد .. قاب قوسين او ادنى من الحرب !!

د.علي الجابري

2009-06-22 03:36:42

0

ايران نجاد .. قاب قوسين او ادنى من الحرب !!


د. علي الجابري


مثلما قيل الكثير عن التغيير في الولايات المتحدة الامريكية بقدوم الرئيس باراك اوباما بعد حقبة مدمرة لسلفه جورج بوش ، فالامر نفسه كان يمكن ان يقال فيما لو جاء مير حسين موسوي الى سدة الرئاسة في ايران بدلا عن احمدي نجاد ؟؟ لكن الامور ايران ليست كالولايات المتحدة ، ليس في عدم ايمانها في التغيير وانما لان الوسائل الديمقراطية في ايران تختلف كثيرا عن الولايات المتحدة ؟؟ فالتزوير من اجل ارضاء المرشد الاعلى او الحرس الثوري الايراني مباح ؟؟ ويعتبر من وسائل محاربة الغرب (وقوى الاستكبار) على الطريقة الايرانية !!
لست من المتفائلين ان مير موسوي يختلف كثيرا عن نجاد في تغيير استراتيجيات ايران وخاصة النووية منها لان الامر برمته يبقى بيد المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي ، ولست من المتفائلين بان التدخل الايراني في العراق سينتهي فيما لو جاء موسوي الى الحكم ، فالرجل نفسه كان رئيسا لوزراء ايران خلال ثمان سنوات عجاف من الحرب العراقية الايرانية خلال حقبة الثمانينات ؟؟ لكن الفرق الوحيد بينمها يكمن في اليات كل منهما في التعامل بمرونة وشفافية ازاء الكثير من القضايا العربية ، او على الاقل فان موسوي كان يمكن ان يكون الرجل الاقدر على تجنيب ايران حربا محتملة مع الولايات المتحدة او اسرائيل فيما لو احسن التعامل مع المجتمع الدولي وعكس صورة جديدة لايران المحبة للسلام لا ايران المتحدية لكل العالم والمتلاعبة بمصائر دول المنطقة !!
ربما تدرك الولايات المتحدة واسرائيل ان الملف النووي ليس بيد نجاد او موسوي لذلك كانت تفضل الخيار السهل بالنسبة لها وهو نجاد ؟؟ لان التعامل معه اسهل واقرب الى تحقيق الهدف الامريكي والاسرائيلي في القضاء على البرنامج النووي الايراني ، لكن الشعب الايراني بنسبة كبيرة منها كان واعيا لهذا الامر واراد التغيير والقدوم بموسوي الى السلطة في محاولة اخيرة لتجنيب ايران خطر الحرب من جديد !! وهي حرب لا يمكن ان تكون نهايتها كنهاية الحرب العراقية الايرانية انما على غرار الحرب الامريكية على العراق التي ادت الى تغيير النظام فيه ؟ فدول المنطقة لا يمكنها ان تقبل بحرب على ايران او ان تقدم التسهيلات اللوجستية لمن سيحارب ايران من دون ضمانات حقيقة بتغيير النظام فيه . ومع كل محاولات التغيير الشعبية وقف المرشد الاعلى ونجاد ومن خلفهم الحرس الثوري الايراني بوجه هذا التغيير وتم التلاعب بنتائج الانتخابات بطريقة فاضحة كما حصل في الانتخابات العراقية وبواسطة الحرس الثوري واتباعه في العراق ايضا .. فالتزوير في ايران يثبت بالدليل القاطع ان تزويرا كبيرا قام به حلفاء ايران في العراق ايضا ، لايمانهم ان السلطة تؤخذ بالقوة لا بالديمقراطية ..
اما الوسائل فتشابهت الى حد كبير .. فالمرشد الاعلى اعن رغبته بالتجديد لنجاد كما اعلن المرجع الاعلى في العراق رغبته بانتخاب الائتلاف الموحد ، وهي خطوة اضرت بهيبة المرشد الاعلى في ايران والمرجع الاعلى في العراق ، حيث انهما خالفا رغبة شعبية عارمة في التغيير بعد تجربة مرة لكل منها مع القيادات المذكورة التي جلبت الدمار والانتقام الى بلديهما ؟؟
ما حدث في ايران من احتجاجات وتظاهرات واعمال عنف تشير الى بداية نهاية تسلط رجال الدين تماما كما حدث في العراق خلال الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات حيث تراجعت الاحزاب الدينية واصبح الشارع العراقي ينبذها ويؤاخذ على المرجعية استمرارها بدعمها رغم كل ما قيل عنها في الفساد والاجرام والوقوف امام سلطة القانون ، ومهما بقي هؤلاء فان ليس بامكانهم الصمود الى نهاية المطاف .. بل ان الشعب الايراني بخطوته هذه قد اعطى الضوء الاخضر لامريكا وغيرها من البلدان الناقمة على ايران بالشروع في عملية تحرير ايران من سلطة نجاد وحرسه الثوري ومن سلطة رجال الدين الذي لا يريدون ان يفسحوا المجال امام الديمقراطية الحقيقية لانها تعني نهايتهم في اخر المطاف !!
النتيجة الابرز والعبرة التي يمكن اخذها من نتائج الانتخابات الايرانية هي ان الخامنئي او نجاد هما ليس كل الشعب الايراني وهناك صوت اخر بدأ يتضح اكثر فاكثر ، وان شرارة التغيير قد بدأت حتى وان بقي نجاد ممسكا بزمام السلطة رغم انف الايرانيين ، وبالمقابل فأن الرسالة وصلت حتما الى المرشد الاعلى الذي بات اليوم يستشعر الخطر على هيبة المؤسسة الدينية في ايران كما استشعر الخطر على حليفه نجاد .
ومع ايران نجاد باتت الحرب قاب قوسين او ادنى التي لن ينطفئ نارها الا برحيل نجاد والشروع بعهد جديد ربما يكون اكثر امنا وسلاما في المنطقة بعد اضمحلال الدور الايراني المشبوه في اكثر من بلد عربي ؟؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات