الامبراطورية الفارسية , وكما هو واضح للعيان تجاهد في سبيل تشييع الشرق العربي , باسلحة بشرية , وقيادات عربية, ومجددا تكون ارواح الابرياء والاطفال, ضريبة ايرانية, كما جرت العادة, بنظام دفع الضرائب الايرانية, وكما انتصر حزب الله الايراني على اشلاء الابرياء البنانيين, سوف تنتصر ايضا حماس الايرانية على اشلاء اطفال غزة. ولكن هذه المرة النصر الايراني نصرا مزدوج, اولا الاستفادة منه في ابعاد شبح هجوم اسرائيلي محتمل على المنشآت النووية الايرانية، وثانيا وهو الاهم, انتصار المد الايراني على الشرعية العربية التي تعوق نجاح مشروع المد الايراني في المنطقة العربية. حيث تكلل النصر الايراني بفشل القمم العربية, وخاصتة, ما بدا واضحا في الاجتماع العربي - الاسلامي التشاوري الذي انعقد في الدوحة. حيث بدا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد و كأنه المحور الحقيقي للانقسام العربي، الذي تكرس فلسطينيا بإحلال قادة الفصائل الفلسطينية الدمشقية, و في مقدمهم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل على مقاعد الشرعية الفلسطينية. و ما اعلنه حليف ايران الرئيس السوري بشار الاسد ان "مبادرة السلام العربية بحكم الميتة وجب نقلها من سجل الاحياء الى سجل الاموات. نجحت البنوراما الايرانية بجعل مبادرة السلام العربية بحكم الميت علناً, وبتوقيع عربي. و باتت الانقسامات العربية التي اصبحت ايران طرفا مركزيا فيها, سمة المرحلة المقبلة, مرحلة المد الشيعي الايراني. بغض النظر عما ستؤول اليه الاوضاع في غزة بعد الكارثة التاريخية التي حلت بها، إن الواقع الفلسطيني ذاهب الى تكريس انفصال واقعي بين "دويلة غزة" بقيادة "حماس" و المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير في الضفة الغربية، وازدياد ارتباط حركة "حماس العضوي بالمشروع الايراني الذي تصطف خلفه مجموعة من الدول, ينبثق عنه مسارين ، اي شعبين فلسطينيين ! فمن المؤسف استهداف الوحدة الفلسطينية بتخطي الشرعية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير و الرئاسة. لقد شكل انزلاق "حماس" و معها بقية الفصائل الدمشقية الاقامة, نحو حرب مباشرة مع اسرائيل تعيش غزة نتائجها الكارثية, جريمة ايرانية, اسرائيلية, في حق مليون و نصف المليون من ابناء قطاع غزة ما كانوا ليتصوروا ان شعار رفع الحصار بعد الانقلاب الدموي على الشرعية الفلسطينية سيكون مكلفا بهده الصورة. في غزة اليوم كارثة و المشهد العربي اكثر كارثية، وتدخل العنصر الايراني الى صلب المشرق العربي عبر البوابة السورية، وبوابات عربية اخرى هامشية, من اعظم الكوارث التي تحل بالشرق العربي. وماذا بعد, وماذا عن اهل غزة, وما ذنبهم ليدفعوا ضريبة حرب بالوساطة لاتعنيهم, ومن سوف يسمع استغاثة الامهات وانين اطفال غزة, وهل لهم مكان في السياسة الايرانية, والة التدمير الاسرائيلية, ونحن نعلم جيدا بان غدا عندما تتوقف آلة الاجرام الاسرائيلية عن الدوران، سيخرج خالد مشعل ليقول انه انتصر.
التعليقات (0)