ايران بين الدولة والثورة
بقلم د.محسن الصفار
في حديث له اشار وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير الى ان ايران يجب ان تترك عقلية الثورة وتنتقل الى نظام الدولة . وهذه الجملة تحمل معاني عميقة جدا لكل من يتابع الشان الايراني عن كثب فمنذ قيام الثورة في ايران عام 1979 وما صاحب ذلك من فوضى داخلية عارمة اطاحت بالمؤسسات والصناعة والتجارة تحت مسمى التطهير الثوري الذي ادى الى هجرة خيرة عقول ايران في مجالات الادب والثقافة والصناعة والتجارة الى مختلف انحاء العالم والاعدامات العشوائية التي طالت عشرات الالاف من الايرانيين بمختلف الذرائع من الولاء للشاه الى الفساد في الارض وغير ذلك ومن انقلبت الثورة على نفسها وبدأ رجال الدين بتصفية التيارات الاخرى التي ساهمت في اسقاط نظام الشاه وامتلات السجون بانصار مجاهدين الشعب والشيوعيين والقوميين وتم اعدام الالاف منهم وفر قسم كبير اخر الى خارج ايران .
اما على الصعيد الخارجي فقد اصبحت السياسة الخارجية الايرانية بيد اشخاص لا يعرفون شيئا عن الف باء الديبلوماسية الدولية وطريقة التعامل بين الدول بحسب المواثيق والاعراف وقام عدد من موالي الثورة باحتلال السفارة الامريكية في طهران واحتجاز العاملين فيها كرهائن في خطوة اقل ما يمكن وصفها به انها حمقاء وجرت على ايران عقوبات وويلات لازال الشعب الايراني يدفع ثمنها واصبحت التصريحات العدائية تجاه دول الخليج العربية هي السمة اليومية لتصريحات المسؤولين الايرانيين فواحد يهدد باحتلال البحرين واخر يهدد باحتلال الحرمين الشريفين واخر يهدد باجتياح العراق وهلم جرا .
وعندما تشكل الجيش الخاص بنظام ولاية الفقيه والذي اسمي بالحرس الثوري تم تأسيس مكتب تحت مسمى مكتب دعم الحركات الثورية وكان يرأسه المدعو مهدي هاشمي والذي اعدمه النظام في ما بعد بعد كشفه لفضيحة ايران غيت وكان هذا المكتب يحمل واجب دعم الحركات الانفصالية في عدة دول او تاسيس حركات انفصالية وكانت من ثماره تاسيس حزب الله في لبنان وعدة احزاب موالية لايران في افغانستان وباكستان وعدة دول افريقية وكان هذا المكتب يمول ويدعم اعمال الارهاب ضد السفارات الامريكية التي تمت في الكويت والسعودية ولبنان .
ومرت السنين على هذا النظام ولم يتوقف عن تاسيس التنظيمات الارهابية تحت مختلف التسميات والتحريض على العنف والفوضى في عدة دول عربية منها لبنان والعراق واليمن وفي السعودية من خلال اثارة الفوضى في موسم الحج وحاول ان يقوم بنفس الدور في البحرين ولكنه فشل فشلا ذريعا والحمد لله وفي كل الاحوال يحاول ان يظهر نفسه على انه المالك لقرار الطائفة الشيعية في كل مكان في العالم رغم كذب وزيف هذا الادعاء حيثان الغالبية العظمى من الشيعة العرب يدينون بالولاء لاوطانهم وليس لمرجعيات مسيسة عبر البحار .
ان الوقوف الحازم بوجه حكومة ايران وعقليتها التوسعية المبتنية على خليط من الطائفية والقومية والذي لا يرى لنفسه متنفسا سوى عبر اثارة الفتن والانقسامات في جوارها العربي ومن الاستفادة من هذه الاضطرابات كاوراق مساومة للحصول على امتيازات من الغرب هو الطريق الاضمن لقطع يد ايران عن العالم العربي وتجنيب دوله الاخرى ما حل بالعراق واليمن وسوريا ولبنان من خراب ودمار وانقسام طائفي ومذهبي وانعزال عن المحيط والاجماع العربي كما حصل من موقف لبنان في اجتماع الجامعة العربية لادانة الاعتداءات الايرانية على السفارة السعودية في طهران ومشهد .
التعليقات (0)