ايران الثورة البائســــــــــة...!!.
ان من اكثر انواع الخداع اجراما هو خداع الجماهير ومصادرة احلامها وتهديم امالها على يد اناس كانوا يصورون انفسهم انهم قادة لشعب يريدون ان يحققوا له احلامه وينتشلوه من واقعه المر الى حياة افضل, حتى يسلبوا ارادته بالخداع ويوجهوا جهده ليصب في خدمة اطماعهم الشخصية واحلامهم المريضة , فعندما يستخدم القائد تعاطف الناس مع فكرة دينية ليكسب تاييدهم لخدمته , يكون قد اجرم بحق شعبه وحق الدين الذي يصور نفسه انه ينتمي اليه , لقد جاءت الحركة الخمينية الى السلطة في ايران بوعود واحلام وردية لشعب كان مضطهد يتوق الى الحرية والانعتاق مما جعل هذا الشعب الذي سام من قادته ان يسير خلف الخميني مغمض العينيين مقفل العقل لثقته برجل يقول انه امام المسلمين المؤمنين , لكن الخميني وبدل ان يقود هذا الشعب الى واحات الامن والحرية والسلام والازدهار الموعود قاده الى هاوية القتل والتصفيات والحروب والدمار فشن حملة لاعدام وتصفية كل الرموز العلمية والثقافية والعسكرية لهذا الشعب بتهمة عدم الولاء للثورة ولان الثورة "اسلامية " فان معارضتها هية معارضة الله والدين وعقوبتها واحدة وهية الموت , فافقد هذا الشعب كل ما بناه على مدى عقود من العمل المضني , ولم يكتفي الخميني بذلك فاطلق مبداء تصدير ثورته ليدخل الشعب الايراني في حرب لاسابق لها مع الجار المسلم الذي اواه يوم كان مطاردا من قبل نظام الشاه وكانه يرد الجميل لهذا الجار لكن لانه الخميني كان جميله حربا وعدوانا واجراما بحق من اواه وقدم له العون في زمن العسرة ليتسبب في قتل اكثر من مليون انسان من الشعبين المسلمين فقدوا حياتهم واحلامهم لان الخميني اراد ان تنتشر ثورته في اراضي الشعوب المجاورة حتى وان كانت هذه الشعوب لاتريد هكذا ثورة اجرمت بحق شعبها قبل اي احد اخر .
اليوم بعد مرور ثلاثة عقود على ثورة الخميني نجد ان حال الشعب الايراني من سيء الى اسوء فايران الثورة اليوم , تضخم مالي رهيب يفوق ال 25% و فقر شعبي وعجز اقتصادي , فاربعة عشر مليون انسان تحت خط الفقر في ايران منهم مليونين مهددون بالجوع , وهدر مالي غير مسبوق يبلغ سبعة وعشرين مليار دولار , يحاول الرئيس الايراني نجاد الالتفاف على هذه المشاكل الاقتصادية برفع الدعم عن السلع الاساسية مما يبشر بتضخم كبير وانهيارات متسلسلة في ركائز الاقتصاد الايراني الذي بات ينوء بثقل المصاريف الكبيرة التي ينفقها النظام الحالي الذي يريد ان يتقمص دورا اكبر من حجمه فقد صرف هذا النظام اكثر من 145 مليار دولار على مشاريع تسليحية غير مجدية واستخدام لموارد الدولة في التدخل في شؤن الدول الاخرى مما افقد ايران مبالغ هائلة كان يمكن ان يستفاد منها الشعب الايراني بصورة افضل بكثير لو انها استخدمت في مجالات التعليم والاسكان الذي ارتفعت اسعاره الى اكثر من 300%خلال حكم نجاد , لقد اصبح مستقبل الثورة في ايران هدر مالي مروع وتضخم رهيب وبطالة قياسية .
ان السبب الرئيسي لانهيار الدول والحضارات هو افول وتناقص الموارد الاقتصادية التي تعطي الروح لاستمرار حياة هذه الدول والحضارات وايران الثورة اليوم تسير على هذا الطريق طريق الانهيار فوارداتها الرئيسية في تناقص بسبب انهيار اسعار النفط في السوق العالمية , اضافة لانهيار مخزونها النفطي بسبب الاستنزاف الكبير الغير منظم لهذه الحقول المحدودة فالنفط الايراني لم يعد كما كان في السابق فاليوم تضطر الشركات النفطية الايرانية لضخ جزء الغاز المنتج في الحقول النفطية لكي يقترب منسوب النفط الى المسافات التي يستطيع المهندسون اخراجه منها وهذا دليل على ان عمر هذا النفط اصبح قريبا من نهايته المحتومة فضلا عن ان كلفة استخراج هذا النفط اصبحت كبيرة بحيث انها تاكل نصف الواردات المالية المتاتية منه مما يجعل مستقبل الدولة في طريق الاتهيار .
وبعد كل هذه المشاكل القاتلة لدولة مثل ايران نجد ان قدرة حكامها على الخداع وخاصة خداع شعوبهم في اعلا مستوياتها , فاليوم يخرج لنا الرئيس نجاد بخدعة جديدة يخدع بها الشعب الايراني قبل غيره لكي يزجه في اتون حريق جديد ,فهو يصور له ان اية معركة قادمة سيكون النصر فيها حليف لايران ولهذا فهو يامر بحفر مئاة الاف القبور في المحافظات الحدودية لايران لكي يدفن بها الجنود الذين سيشنون الحرب على ايران وكان المعرك تكسب بالاحلام والخداع , وهذا يذكرنا بمفاتيح الجنة التي كان الخميني يقدمها لجنوده لكي يفتحوا بها ابواب الجنة التي سيدخلونها عندما يقتلون على يد العراقيين الذي كان يقول الخميني عنهم انهم كفار .
فثورة بهذه المواصفات وبهذه النتائج وبهذه العقلية لابد ان تكون ثورة بائسة وبامتياز ...
التعليقات (0)