مواضيع اليوم

اولاد البلد..

 حرق البو عزيزي نفسه ، هذا الفتى بائع الخضار على عربة متجولة مدفوعة باليد ، ولم يعرف انه احرق خلفه تاريخ كبير من الظلم والتجبر ، كما احرق خلفه كل اشكال الخنوع والخوف تماما كما انهى عصور التسلط والاستبداد .. اشتعل الوطن العربي رافعا صوته (المكتوم على مدى عقود طويلة خلت ) مطالبا بالحرية ، والكرامة ، والعيش الكريم ، واحترام التنوع ، والعدالة ، وتكافوء الفرص ، مكافحة الفساد ،  رافضا تسلط السلطة الحاكمة المتفردة بحكم البلاد والعباد بسياط من نار ،ونبتت نبتة رحمانية ، في ارض خصبة ، راحت تتفرع عن لجان تنسيق ،سميت ( تنسيقية .... ) وراحت تسمي كل جمعة ومسيرة باسم مميز.. وترفع شعارا لمطالبها ..وكل ذلك في اطار من السلمية ، واحترام سيادة القانون ، ذلك القانون ذو الصوت الواحد .

عندنا في الاردن خرج ثلة من الشباب الاحرار ، رفعوا صوتهم عاليا ، محرضين ابناء الشعب على مساندتهم في مطالب الحراك الشبابي  والمتمثلة بالمطالبة بما يطالب به الشعب العربي من المحيط الى الخليج ..ولكن يجب الاعتراف الان وبصراحة اننا في الاردن لنا ما يميزنا عن ابناء الشعب العربي من المحيط الى الخليج ..( فقيادة البلاد قيادة رحيمة ، متفهمة ، انسانية ، لم يجسل التاريخ لها سفكا لدم ، او قتل او اغتيال او تفجير كما في باقي البلاد العربية ... على الرغم من الانتقادات الكبيرة والمعارضة الشديدة لسياسة البلاد في التعامل مع بعض القضايا ومنها بشكل خاص التعامل مع العدو الصهيوني ) .

في الوقت الذي ينهض المجتمع مطالبا بالحرية نجد من يعتقل ابناء البلد الاحرار الشرفاء ، ويزج بهم في سجون رهن الاعتقال الاداري ..والتهم ...؟؟؟؟؟ وتستمر المسيرات رافعة الشعارات نفسها ..وتضيف اليها المطالبة بالافراج عن هؤلاء الشباب ..الذين اعلنوا اضرابا مفتوحا عن الطعام ..واستمرار اعتقالهم لا يصب على الاطلاق في خانة حفظ البلاد وتهدأة النفوس ، بل يشعل الشارع ، ويحقن الشارع بمزيد من الغضب ، لا اظنه سيصبر كثيرا .. وأخشى ان ينفجر الى حد لا تحمد عقباه ..فاذا اعتقلوا ناشطا اجتماعيا هنا .. او رمزا وطنيا هناك .. سيظهر كما نرى العشرات غيره في الشارع العام ..

الحكمة ان نتعامل مع قضايانا بالحكمة والعقل ، والرحمة ، والتألف المألوف بيننا ... وسيعد الافراج عن هؤلاء الشباب كتلبية لمطالب الحراك والمجتمع وذويهم لمسة تضفي مزيدا من التعقل والتأني من قبل كل الاطراف ،  المعارضة والمولاة .. لازلنا نذكر مواقف جلالة الملك المرحوم الحسين .. حينما افرج عن ليث شبيلات ..وكيف اوصله لبيته ..وما كان لهذا من اثر كبير في نفوس الناس لا زالوا يذكرونه الى اليوم ...

ولا يخفى ابدا على كل عاقل متبصر متنور اننا جميعا في هذه الحمى العربي الامن (حماه الله ) نتشارك كلنا في هم المحافظة عليه آمنا مطئنا .. وكلنا مسؤول ..ونحرص على ان لا  يؤتى من قبلنا ..فالوطن اولا وللجميع .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !