مواضيع اليوم

اوراق من المهجر 9

salah ravo

2013-11-12 10:59:15

0


الحارس : سيدي الرئيس ان ابو حسين الكبابجي طلب مني بأن اخبرك بحاجته الى المال ويترجى ان تدفع الدين الذي عليك لكي يشتري لحما لمطعمه.
الرئيس : اخبره بان يحـُضر وجبة لشخصين لغداء اليوم لكون لدي ضيف عزيز واكد له باني سأدفع حسابه كله حال استلامي للراتب نهاية الشهر.

بعد ان غادر الحارس الغرفة التفت الزعيم عبد الكريم قاسم الى ضيفه الفنان يوسف العاني وشكى له معاناته بالقول : انها المرة الثالثة التي اناقش مجلس الوزراء حول تكاليف اكل الضيوف الا ان روتين العمل المتداخل في القوانين الموضوعة يحال الى عدم موافقة المجلس على طلبي لذا اضطر الى دفع هذه المصاريف من جيبي الخاص ,بالمقابل شكى صديقه من ازدراء الوزراء منه حينما يأتي لمقابلته لكون يوسف يبث في نشرة الاخبار سلبيات كل وزارة بتفاصيل دقيقة على شاشة التلفزيون " وللمعلومة فأن التلفزيون العراقي هو اول تلفزيون في الشرق الاوسط وتأسسَ سنة 1959 وبعدها بسنة تأسس تلفزيون جمهورية مصر العربية " .
بعد الغداء والمناقشات الكثيرة اوصل الرئيس صديقه بالسيارة الى منزله البعيد نسبيا عن وسط العاصمة في طريق ترابي بزمن قياسي ، استغرب يوسف من المسافة القريبة التي تبعد بيته عن القصر الجمهوري ، حينها اخبره الزعيم : آرايت ؟ هناك طرق مختصرة في العمل لمن يحاول ، وانا سأبدء بالتخطيط لربط بغداد كلها بطرق سريعة ومختصرة ونبدء بعدها بربطها بالمدن الاخرى بشوارع حديثة وهذه الملاحظة متروكة لك ايضا وذلك باختصار نشرة اخبار المساء الى موجز للانباء تذكر فيه زبدة الحديث دون ان تزعج الوزراء وتتعب الناس.

مادمنا في الحديث عن السرعة وتوفير الوقت سأسرد قصتي مع رسالة سريعة بعثتها من المانيا الى العراق من اجل اتمام معاملة بأسرع وقت اذ توجهت الى مكتب البريد لابعاث الرسالة بالبريد السريع والتي تكون عادة اعلى تكلفة من الرسائل العادية للسرعة الكبيرة في ايصالها للرسالة كذلك لضمانها في حالة الضياع اوعدم ايجاد العنوان تعود ادراجها ، وبالفعل ارسلت الاوراق الاصلية لمعاملتي بالبريد السريع كذلك عملت نسخة مصورة من تلك الاوراق وبعثتها مع صديقي صاحب محل بيع المواد الغذائية الشرقية ، وعادة يقوم صاحبنا بأرسال البريد الى العراق باحجام واوزان مختلفة بواسطة شاحنات النقل وتكون اسعار النقل فيها رخيصة جدا مقارنة مع البريد الالماني كذلك يخبرك صاحب المحل بان مدة وصول الرسالة او الحاجيات تستغرق بين اسبوعين الى ثلاثة وهي مدة كبيرة مقارنة مع البريد السريع.
من فضائل التكنلوجيا علينا ان البريد السريع يعطي المرء رقما يستطيع بواسطته تتبع الرسالة والى اين وصلت وهي كانت شبيهة بلعبة للتسلية بالنسبة لي مساء يوم ابعاثي للرسالة ، اذ حال كتابتي لذلك الرقم الخاص برسالتي في موقع شركة البريد في الانترنيت ذًكر بان الرسالة استلمت في بوخوم ووصلت الى مدينة دورتموند ومن ثم الى مدينة كولن (طبعا مع ذكر ساعة ودقيقة الوصول ) ومن ثم الى مدينة المحرق البحرينية ومن ثم الى مدينة دبي الاماراتية ,استبشرت خيرا لسرعة وصول رسالتي بعد هذا النقل الجميل ولأنم قرير العين ليلتها ,بالفعل استقيظت صباح اليوم التالي لاجد ان الرسالة وصلت الى بغداد وقلت في نفسي انها مسالة ساعات وستصل الى اربيل او دهوك لكن الغريب ان الرسالة تحولت من مركز الى اخر داخل بغداد لمدة تجاوزت الثلاثة ايام وفي اليوم الرابع وصلت الرسالة الى اربيل فقلت في قرار نفسي ان الوضع الامني قد يكون السبب ومؤكد بان المسالة لن تدوم كثيرا في اربيل ، الا انني رايت نفسي مخطأ بعد بقاء الرسالة في اربيل ليومين اضافيين وليصل في اليوم الذي يليه الى دهوك ويستلم المرسل اليه الرسالة ، لم تمضي سوى ايام قليلة حتى رن هاتف صاحبي الذي كان في طابور المعاملة المشار اليها ليخبره بوصل الرسالة المستنسخة عبر البريد(الكلاسيكي ) الرخيص.
اخبرت قصتي مع البريد لجاري الالماني ومدى التأخر في الوصول والروتين القاتل داخل مؤسسات الدولة لاتمام ابسط الامور ولم يغريه حديثي الى ان اخبرته بانني بعثت الرسالة بــ62 يورو في البريد السريع والرسالة المستنسخة بعثتها بــ1 يورو فقط ! ، حينها استنفر وتكلم معي بسخرية :ان دولكم تحاول دائما بان تجعل نفسها اذكى من المواطن بعمل دوائر داخل دوائر لتوهمه بانها بذلك تضع رقابة على اموال الشعب وهي بذلك تسرق بكميات اكبر من قوته وتعبه....قاطعته بالقول ولكن انت تعرف ظروف بلدي اذ قد تكون هذه الاجراءات للحيطة وتفادي الاخلاء بالامن العام ؟
رد علي العجوز بأختصار :الم تقل لي ذات يوم انك من العراق ؟!.
اجبت : نعم
بضحكة صفراء اجابني : وهل ادت هذه الاجراءات من استتباب الامن في بلادك طوال هذه السنين ؟ ثم هز راسا مرارا قبل ان يغادرني بضحكة ساخرة.

 

صلاح حسن رفو




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !