مواضيع اليوم

اوراق من المهجر 13

salah ravo

2013-11-12 09:17:58

0

 نتخبوا قائمة الكلاب

كان المسلسل المعتاد في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي معروفاً للجميع ظهيرة كل يوم خميس من الشهر الاول للعام الدراسي الجديد عندما يتبول تلاميذ الصف الاول الابتدائي على ملابسهم من الخوف في ساحة المدرسة عند اطلاق ثلاثة عيارات نارية تحيةً للعلم .
اطفال الصف الاول الابتدائي لم يكونوا يحتاجون سوى لأسبوعين اوثلاثة او اربعة بالكثير لتتعود اذنهم على صوت الاطلاقات النارية بل اصبحوا لا يستوعبون تحية العلم ( ومن ثم الافراح والاتراح ) بدون الاطلاقات النارية .
الغريب وبعد سقوط نظام (الاطلاقات النارية ) سنة 2003 قام قادة او مقاولوا النظام الجديد بتهيئة الجيش العراقي بتدريبه خارج البلاد وفي بقعة هادئة نسبياً مقارنة بنا آلا وهي الجارة التي لا تجمعنا بها سوى لغة المصالح (الاردن )، وكان جل التدريب الذي تعلمه افراد الجيش العراقي الجديد (اطفال الاطلاقات النارية )هي المحاضرات الكلاسيكية التي كان يتعلمها الفرد العراقي في تدريبات ما كان يسمى الجيش الشعبي وجيش القدس ويوم النخوة ...والى اخره من المسميات التي شغلَ الشعب بها لعقود ، والادهى من كل هذا ان تلك الجارة كانت في نفس وقت تدريب الجنود العراقيين تبعث الارهابيين لقتلهم وهم عزل عند المغادرة من دولتهم الى الساحات المراد تسليمهم فيها لدولة العراق الجديد ، هذه العمليات كانت البوادر الاولى لتفشي الفساد في مفاصل الدولة الجديدة على حساب دماء الابرياء.

مؤخراً وفي نفس توقيت محاكمة النصاب البريطاني جيمس ماكورميك في محكمة الاولد بيلي في لندن كانت دماء الاطفال والنساء وشباب العراق تسيل في شوارع بغداد لعدم قدرة الاجهزة الامنية اكتشاف السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة التي بات تفجيرها مرهونا بالوضع السياسي القائم ،ان اجهزة اي دي دي 651 الكاشفة للمتفجرات و القادمة للعراق بأموال طائلة من خزينة الشعب بصفقات مشبوهة بين سماسرة الدولة الجديدة وبين النصاب الانف الذكر لا تستطيع ان تفرق بين قنينة عطر او قنبلة ، او بين حفاظات طفل او حزام ناسف لأحد البهائم البشرية المفخخة ، الغريب وبعد ان حُكمَ النصاب البريطاني في ارضه بعشرة سنوات سجن لكونه باع سلعة وهمية لدولة اخرى لم تتحرك الدولة العراقية لمحاسبة ابسط مورد من جنسيتها في هذه القضية ، لا بل انها لم توقف العمل بتلك الاجهزة الغبية التي تعرقل سير المركبات لساعات دون المحافظة على ارواح حتى كلاب الوطن !.
على ذكر الكلاب نستذكر تصريح اكثر من مسؤول امني عراقي بعد هذه المحكمة بدراسة جلب كلاب بوليسية لتعوض مكان الاجهزة الحالية والفكرة هي منطقية اذا ما طبقت على ارض الواقع وتظافرت الجهود والنيات لأنجاحها ، اذ ان جلب كلاب (جيرمن شيبرد ) البوليسية هي فرصة حقيقية لتعليم المجتمع احترام قدرات الاخر مهما اختلف معه فكرياً واجتماعياً خصوصاً اذ ما تيقن ان حيوان كالكلب يتحسس بوجود سيارة مفخخة عن بعد بواسطة الحدس و حاسة الشم والتدريب العالي والحالة ايضا لحاملي المخدرات او الحشيش (حسب تصنيف وتدريب الكلب ) بعدما ان عجزت كل خطط وزارتي الدفاع والداخلية وخبرائها بكشفها ، كذلك هي فرصة للاطباء البيطريين (العاطلين عن العمل اساساً ) لتطوير قدراتهم وتطبيق محاضراتهم النظرية على ارض الواقع اذ ما تمرض او اصيب احد الكلاب الغالية الثمن في بعض المواجهات ، والمحاولة في كيفية تهجينها وتأقلمها مع الاجواء العراقية و طرق تناسلها لتوفر الدولة العملة الصعبة لمشاريع اخرى ، وهي فرصة لكل السياسين الذين اذا ما ارادوا ان يتعلموا الانصاف والعدالة والوفاء بمراقبة ومن ثم تقليد تلك الكلاب حينما تنقذ مدينة او محلة بالتنبيه بوجود سيارة مفخخة ليعلم مسؤوليها بان راتبها وما تأكلها من وجبات طعام هي مقابل ما تقوم به من خدمة وسلامة للمجتمع ، واخيراً ستكون فرصة حقيقة لكل مرشح جديد بأن يبدء بتدشين حملته الانتخابية عن قدرات ومزايا جديدة للكلاب قابلة للتطبيق اذا مارشحوه للبرلمان !.

وللكلاب قصص اخرى.

صلاح حسن رفو


    


 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !