باراك حسين اوباما ... الرجل الاسمر الذي تربع على عرش البلد الاسود ، الرجل الذي اصبح بين غمضة عين وانتباهتها متربعا على عرش العالم ، الحلم الذي ما تخيل الكثير من ابناء جلدته أو منا انه قد يحلم به يوما ، او يراه حتى في مخيلته بين احلام يقظته ، الواقع الذي فرض نفسه على العالم كله ، واصبح رغما عن الكثير قاسما مشتركا لكل موائد الحوار المستديرة وغير المستديرة ..
ما ان تجلس في مجلس، سياسيا كان او اقتصاديا او علميا او دينيا ، الا وذكر اوباما ، ومع اننا نحن المسلمين لم نتفق يوما على شيء {اعني في عصرنا الحاضر } الا انك تفاجأ بهذا الاتفاق الغريب من وجهة نظري - على الاقل - على اوباما ، وكأننا وجدنا فيه الحلم الذي نبحث عنه ، مع انه هو شخصيا برهن اكثر من مرة على انه ليس حلمنا ولن يكون ، واحتفى الكثير منا بخطاب اوباما الذي خاطبنا به من جامعة القاهرة وعجبا رأيت وسمعت ممن علقوا على هذا الخطاب من كبار ساستنا وزعمائنا ، بل علمائنا الشرعيين، وهالتني هذه الحفاوة التي قوبل بها الخطاب ، وذاك الثناء الذي غُمر به الرجل والذي لم يكن يوما يحلم به ، ووجدتني اتساءل هل اوباما حقا هو المخلص كما اعتقد هولاء ؟ بل إن الامر وصل ببعضنا الى الاعتقاد بانه المهدي المنتظر الذي سيخلص العالم من شرار الناس وينشر العدل في ربوع البسيطة ؟ هل هانت علينا انفسنا وضاعت بوصلتنا وفقدنا وجهتنا الى الدرجة التي اعتقد معها بعضنا ان اوباما هو المخلص ؟ او هو الذي سيبني المدينة الفاضلة وسينعم علينا بجناح فيها ، الى هذا الحد صرنا سذجا ، ام ان اوباما عرف من اين تأكل الكتف ... ؟
هناك احتمالان واردان لتفسير ما ينعم به اوباما لدينا ،اولهما ان اوباما له علاقة وطيدة بسحرة فرعون، او انه واحد منهم بالفعل ، فكما سحروا الناس بسحرهم واوهموا الناس ان عصيهم وحبالهم تسعى كذا سحر اوباما اعيننا واختطف ابصارنا وخيل الينا انه يسعى لما نحب ونرضى ، ونسينا او نُسّينا انه يعمل وفق سياسة المؤسسة ولن يكون له كثير عمل خارجها ، وانه عرف اننا سنبتلع الطعم جيدا فأحكم القاءه إلينا، ولم ينتظر طويلا حتى فاز بصيد ثمين ....يقول تعالى في محكم اياته {يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}طه الايتان 65- 66 وقال تعالى { فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم }الاعراف الاية 116.....
والاحتمال الثاني ان اوباما سمع عن اخواننا الذين غضبوا لان الناس لا يذكرونهم بشيء وغيرهم يتردد ذكره على الدوام ، فذهبوا يطلبون النصيحة من احد الحكماء فابلغهم ان عليهم ان يقوموا بعمل مميز لم يسبقهم اليه احد ، وبعد تفكير عميق استقر رأيهم على أن يصنعوا جسرا من الماء في قلب الصحراء ، وبالفعل انجزوا العمل لكنهم لم يحظوا بما ارادوا فعادوا للحكيم يستفسرون عن السبب ، فقال لهم اذهبوا وانظروا بانفسكم ، فلما ذهبوا الى مشروعهم العظيم وجدوا اخوانهم اصحاب الصيت والشهرة يصتادون هناك ....
فهل بنى اوباما الجسر وذهبنا نحن لنصتاد ؟!!!!
التعليقات (0)