اوباما واهل العراق واحلام العرب .
يقول الرئيس الامريكي الجديد اوباما انه سيعيد العراق لاهله, فهل يعرف اوباما من هم اهل العراق الحقيقيين ؟ واذا كان يعرفهم فهل يستطيع ان يعيد العراق لهم مثلما يقول , هل يستطيع ان ينتزع العراق من التغلغل الفارسي المتمسك بارض العراق باسنانه وقدميه قبل يديه ؟ وهل يستطيع ان يغير الخلطة السياسية الغير متجانسة للاحزاب والتنظيمات التي تحكم العراق الان بالقتل والارهاب والظلم وقد امتدت اذرعها الاخطبوطية الى كل ركن من اركان العراق بحيث اصبح من الصعب جدا تخليص العراق من هذه الاذرع دون ايذاء العراق كوطن وكشعب , ان اعادة العراق الى اهله لاتتم الا بتخليصه من الادران الفارسية اولا والامراض الطائفية ثانيا والدعوات التقسيمية ثالثا , فهل يستطيع اوباما ان يفعل كل ذلك ليعيد العراق الى اهله واذا كان يستطيع هل يمكننا ان نراهن على انه يرغب بان يفعل كل هذا للعراق بدون ثمن ام ان الثمن سيكون باهضا الى الحد الذي سيضع العراق في الحضن الامركي سنوات طوال قبل ان يعود الى اهله .
هل يمكن ان نطلب من الرئيس الامريكي العمل بما يخالف المصلحة الامريكية معتمدين على وعود التغيير الذي اطلقها في حملته الانتخابية , هناك من يريد او يطلب من الرئيس اوباما ان تكون سياسته وخاصة بالنسبة للشرق الاوسط معاكسة تماما لسياسة الرئيس الامريكي السابق بوش الابن , فماذا لو كان راي السيد اوباما مغاير لاحلام هؤلاء فالتغيير قد لايعني في عرف اوباما موافقا لما يحلم به هؤلاء , بل من الممكن جدا ان تكون سياسة اوباما اكثر تشددا وعنفا من الرئيس بوش الابن , ليحاول اثيات انه قوي وليس ضعيف لان الاتهامات التي يوجهها خصوم اوباما له بالضعف قد تدفعه الى اتخاذ طريق عنيف ليثبت لهم انه ليس بذلك الضعف الذي يتهم به , ان لون بشرة السيد اوباما وانتمائه العرقي سيكون لهما اثر كبير في سياسته الخارجية فلو اظهر اوباما بعض الضعف في مواجهته للقضايا الشائكة في الشرق الاوسط مثل قضية ايران او حماس سيتهم عرقيا بانه ضعيف وسيتهم بانه متساهل مع المسلمين ولهذا فقد يدفعه هذا الشعور الى محاولة اثبات قوته وولائه للنهج الامريكي المعروف بتشدده باتخاذ مواقف اكثر عنفا واكثر تطبيقا للسياسة الامريكية التقليدية , ولهذا فقد تكون كل احلامنا برئيس امريكي متعاطف مع قضايانا مجرد اوهام واحلام يقظة لاتسمن ولا تغني من جوع ......
التعليقات (0)