اوباما بعد مائة يوم ..اين التغيير ؟
كلما ذهبت ادارة امريكية وجاءت اخرى يبداء العرب يتاملون الخير من ورائها ويبدؤون في نسج الاحلام عن الحل العادل للقضية الفلسطنية الذي سياتي به الساكن الجديد للبيت الابيض ويبدؤون في سرد القصص والروايات عن هذا الرئيس الذي سياتي بالتغيير الكبير الذي يجعل السياسة الامريكية وعلى عكس دوران عقاربها منذ اكثر من خمسين عاما تتغير 180 درجة لتسير عقاربها مع العرب ومع مصالحهم ومع امالهم فهل العرب لايعرفون الحقيقة ,حقيقة السياسة الامركية التابعة لاسرائيل ام انهم يحبون الظهور بمظهر الذي لايعرف , ام تراهم من السذاجة بمكان الى الدرجة التي تجعلهم ينسون سياسة الرئيس الامريكي المغادر والذي صبت بمجملها في خانة المصالح الاسرائيلية مع ان الفترة على مغادرته لم تزد عن فترة قصيرة , ويبدؤن يحلمون بالتغيير على يد الرئيس القادم مع انهم حلموا ايضا في بداية مجيء الرئيس المغادر لكنهم لم يحصدوا الا الخيبة لان السياسة الامريكية هي التابعة لاسرائيل وليس العكس كما قد يظن بعض العرب .
واليوم وبعد كل الكلام الذي سمعناه او الذي ارادوا ان يسمعونا اياه عن التغيير في امريكا وبعد كل الاحلام عن التغيير الامريكي القادم الذي انتشرت في البلاد العربية كالنار في الهشيم يكون الحال هو الحال فسياسيو امريكا مازالوا يضعون مصالح اسرائيل فوق كل اعتبار والسياسة الامريكية لحد الان لم تشهد التغيير المرجوا فاوباما لم يقدم المشروع الذي كان يحلم به العرب لحل قضيتهم الاولى واوباما لم ينهي التهديد الايراني الذي بداء ياخذ حجما اكبر من ان يتحمله الواقع العربي , واوباما لم يتوجه الى العرب في زيارته الى الشرق الاوسط بل توجه الى تركيا متجاهلا اكثر من دولة عربية قد تعتبر نفسها مخطئة او مصيبة انها مهمة بالنسبة للسياسة الامريكية , مؤكدا مرة اخرى ان امريكا لاتعترف الا بلغة المصالح ولاتحترم الا الاقوياء الذين يبحثون عن مصالحهم , فالدول العربية تبقى تؤمل نفسها انها قد ترى التغيير الذي اتعبت اذهانها واذهان شعوبها بالحلم به .
اليوم بعد مرور مائة يوم على تسلم الرئيس الامريكي اوباما للسلطة الفعلية في البيت الابيض تبقى السياسة الامريكية دون تغيير بالنسبة لقضايا العرب الملحة فالقضية الفلسطينية على حالها دون حل يذكر وقضية التدخلات الايرانية مازالت على حالها بل قد زادت مستغلة توجه اوباما للحوار معها مما اعطاها الدافع لزيادة التدخلات في الشؤون العربية بل ان هناك مؤشرات تقول ان اوباما قد يكون مستعدا على ان يساوم على مصالح العرب في حواره القادم مع ايران بحيث يعطيها الدور الذي تريده كشرطي للخليج مقابل التعهد بانهاء برنامجها النووي خدمة لاسرائيل , فامريكا قد تتغيربالنسبة لكل العالم لكنها دائما و ابدا تبقي على سياستها العدائية الثابتة تجاه االعرب لان تحديد هذه السياسة يخضع لمصلحة اسرائيل التي لاتتغير ابدا بالنسبة لامريكا و كل رؤسائها مهما اختلفت احزابهم او افكارهم او حتى الوانهم .
المهم ان العرب ونتيجة لعدم ظهور التغيير المرجو في سياسة اوباما لحد هذه اللحظة بداؤوا يحاولون ايجاد العذر لهذا الرئيس فتارة يتعللون بقصر الفترة التي قضاها في البيت الابيض وتارة بالتركة الضخمة من الاخطاء التي تركها له ساكن البيت الابيض السابق , مع علمهم اليقيني ان ما تمنوه وما حلموا به اصبح سرابا لااكثر ولا اقل , لكن السؤال هل هذه الاعذار ترضيهم امام انفسهم ام انها مجرد ضحك على انفسهم وعلى شعوبهم التي ادمنت الاحلام والاحلام فقط ....
التعليقات (0)