علي جبار عطية
استيقظتقبل ايام على صوت فاختة اعادتني الى ايام الصبا اذ ارتبطت جملة (ياقوقتي) بالاخضرار والفتوة وحب الحياة والصباحات الهادئة النقية قبل ان تتلوث الاجواء بأمراء القتل والرذيلة..
ربطت بين صوت الفاختة الذي يأتيني مع ضوضاء المولدات الكهربائية ودخانها الاسود الذي يسبب السرطان وصوت الشاعر الذي ترجم شفرات جمل الفاختة واطلق لخياله العنان فقال:
اكذب من فاختة تقول وسط الكرب
والطلع لما يطلع هذا اوان الرطب!
وكانت فاختتي تنطق بجملها وسط كرب نخلة بيتنا وقد تساقط الرطب! فلم تكذب الفاختة اذن ولكن الشعراء يتبعهم الغاوون!
هذا اوان الرطب فقد نزل الى الاسواق وكان سعر الكيلوغرام الواحد منه ستة الاف دينار عراقي أي نحو خمسة دولارات واصبح قبل كتابة هذا العمود بدولار واحد وحين سألت احد الباعة: لماذا لم ينزل سعر التين وقد نزل مع الرطب بالفي دينار للكيلوغرام الواحد وظل محافظا على سعره لحد الان فاجابني: ان المسألة ترتبط بوفرة المنتوج فاذا كان المعروض كثيرا انخفض سعره وهذا لم يحصل مع التين! ومع ذلك انا مدين للرطب طيبة ومذاقا وسعرات حرارية وفوائد غذائية لاتعد ولاتحصى واذا رفعنا الرطب من صيفنا فماذا يتبقى منه سوى الحر؟
واتذكر ان احد الولاة العثمانيين سأل مستشاره يوما عن سر ارتفاع درجات الحرارة في تموز واب فاجابه ان هذا يعود الى انضاج التمر فأجابه الوالي الذكي: اذن اقطعوا النخيل! ونحن لانريد للنخيل ان يقطع من اجل شطحة مستشار غير مؤتمن!
التعليقات (0)