اهلا بالرادار

لم يفرح الشاب اللبناني المتهور بالرادارات الجديدية في لبنان فهو شاب مغام لبناني يهوى السرعة ومغامرات القيادة المتهورة ويؤمن بالله وبأن الاعمار بيد الله لذا فهو معتاد على اغلاق كيلومتراج السيارة على الاوتستراد ليلا حيث تقل حركة السير..
يعرف الشاب اللبناني كيف يهرب من الرادار وبحث على الانترت مع رفاقه في السرعة اساليب الهروب من عدسات الرادارات وهو متأكد انه يستطيع ان يجتاز بعد فترة قصيرة الرادارات من دون التقاط ارقام سيارته ..انه لبناني بارع في اللف على القوانين لن تقف رادارات وزارة الداخلية بوجهه حتى لو لم ينجح في الافلات منها ايام قليلة وسيحفظ على ظهر قلب مواقع الرادارات فيلعب بها لعبا يقود سيارته بجنون ثم يمتص غضب الرادار قبل قليل ويعود لجنونه ..لعبة جديدة سيلهو بها على اوتسترادات لبنان وشوارعه ..ثم اقل من شهر وستلتهي الداخلية ووزيرها بأمور اخرى وقد ترحل الحكومة وترحل معها راداراتها فلماذا الهلع ولماذا الخوف..انه لبنان الوطن الذي تختفي به ملفات قضائية فلن يكون من الصعب اخفاء مخالفة سرعة وهو يتمتع وعائلته بعلاقات متينة ..يعني حتى لو لم يفلح في الهرب واصطادته مرة كاميرا الرادار فلن يدفع المخالفة سيتصل بفلان ويدعوه على العشاء والعشاء يلغي المخالفة ..صحيح ان فاتورة العشاء قد تأتي اكبرمن ضبط المخالفة ولكن عيب على الشاب اللبناني ان يدفع مخالفة..يدفع فاتورة عشاء بأحسن مطعم في بيروت ولا يدفع مخالفة للدولة..لم يعتد على دفع اي شيء للدولة ,والده لا يدفع فاتورة الكهرباء وامه لا تدفع ضريبة في شركتها الخاصة و شقيقه لم يدفع يوما مخالفة بناء رغم كل المخالفات التي يرتكبها في مشاريعه السكنية ..من يدفع للدولة هم فئة اخرى من المواطنين فئة لا ظهر لها ولا مال عندها لكنها تدفع خوفا من ان لا تدفع ...
يبتسم الشاب اللبناني المتهور بعدما اطمأن لما جال بباله من خطط لسحق رادارات السرعة ويدير مفتاح سيارته الرياضية وبسرعة جنونية يقرر ان يتحدى السرعة فأهلا بالرادار..
لكن صوت امه يناديه "لا تحذر الرادار, احذر السرعة واذا مت اخجل من دمع امك".