مواضيع اليوم
اهتموا بمن بقي فقط
آهتموا بمن بقيّ فقط
يصرخ بعض المهووسين بالكثرةِ قائلاً لقد ارتد شخصُ ما !ترك دين الإسلام وترك الجماعة وذهب بعيداً ولقطع دابره يجب قتله ليكون عبرةَ لمن لا يعتبر ؟ أيضاً إذا غير شخصُ ما مذهبه فإن الغم ينزل على بعض المهووسين بالتبعيه فتراهم يلفقون التُهم ويسعون في الأرض لإعادة من غير مذهبه العقدي أو الفكري لحظيرتهم المليئة بالقطيع ووارثوا التقليد ! العلة في كل ذلك تكمن في الجهل والغباء فأولئك يظنون انهم وكلاء الله على البشر ويظنون أن الحق ملازمُ لهم وهم ادرى به من غيرهم ؟
من خرج وذهب بعيداً أو غير من قناعاته ومعتقداته التي كان يعتقدها سابقاً ليس بحاجةِ لمتابعةِ ومراوغةِ وتهديد بالقتل تحت بند التزندق والفسق ، بل بحاجة لفضاء نظيف محاط بالطمأنينة والسكينةِ والهدوء ليعيش كما يُريد وليس كما يُريده الآخرين ، ذلك الفضاء المنشود كالمدينة الفاضلة بذهن أفلاطون لا وجود له ولا آمل من وجوده فالواقع يستمد من التراث والمرويات سطوته ويتنفس برئة القدامى وينظر للأشياء بعين آهل عصر التدوين والرواية وهذه إشكالية آمة محمد الأزلية التي تورثها للأجيال بكل فخرِ وتجرد .
في الفقه الإسلامي الكثير من الشوائب والتراكمات التي تراكمت عبر عصور وأزمنة قديمة وتضخمت بعد أن انقطع دابر البحث الفقهي في القرن الرابع الهجري تقريباً ، تلك الشوائب والتراكمات لا يمكنها الاستمرار في هذا العصر فما كان صالحاً ومناسباً في الماضي ليس بالضرورة أن يكون صالحاً ومناسباً في المستقبل ومن ضمن ذلك قتل المُلحد والمرتد طالما أن الحُكم بُني على إجتهادات وقياسات بشرية وليس على أمر رباني ، فالله خلق البشر مختلفين متعددين متنوعين يجمعهم شيء واحد وهو كلُ يعبد الله على طريقته التي يراها صحيحة ومناسبة والأجر على رب العالمين صاحب الحق في الحساب والعذاب وهذا ما يجب آن يفهمه البعض ليهتموا بمن بقي وينشروا قيم التسامح والسلام بين البشر وهذه آسمى وظيفه عرفها الإنسان قديماً وحديثاً ...
@Riyadzahriny
أضف تعليق
آخر الأخبار من إيلاف
من صوري
التعليقات (0)