كثيرة هي الأحيان التي يفقد فيها الإنسان الثقة في وجود غد أفضل، مع كثرة الظلم والظالمين لدرجة أننا لو بدأنا في إبادتهم الواحد تلو الآخر فلن نفنيهم أبدا ومع ذلك لا ينبغي أن ننتظر الموت أو قيام الساعة حتى نقول الحقيقة ، ينبغي أن نفتح أفواهنا ونقول للناس كافة ما يوجعنا . الكل لديه ما يِِؤلمه ويريد البوح به ولكنه لا يستطيع بسبب مرض اسمه الخوف: الخوف من الشر مع أنه لا وجود لشيء اسمه الشر المطلق أو حتى الخير المطلق، بل هما قيمتان متلازمتان يجمع بينهما التلاحم والتضاد في آن واحد فلن نستطيع الحديث عن أحدهما دون وجود الآخر، إذن لابد من وجود الشر حتى نعرف الخير والعكس صحيح. فالزواج مثلا شر لا بد منه فالمرأة تستطيع أن تسعد الرجل وأن يجد فيها الصديقة والحبيبة والزوجة المخلصة له على الدوام ( قيمة الخير )، وتستطيع المرأة كذلك أن تحول حياة زوجها إلى جحيم لا يطاق وأن يجد فيها المعاناة والبِِؤس ومصدر المشاكل والصراعات التي لا تنتهي ( قيمة الشر ). فالإنسان دائما لديه ميل ونزوع إلى أنواع من الشرور مختلفة ومتنوعة من شخص لآخر ، هناك من يسيء إلى نفسه وهناك من يسيء إلى الناس وهناك من يسيء إلى نفسه وإلى الناس .
رئيس جماعة سيروا مثلا أساء إلى نفسه عندما تولى زمام تسيير الجماعة دون أن تتوفر فيه الحد الأدنى للشروط الضرورية لتحمل هكذا مسؤوليات وأساء إلى الآخرين ( ساكنة المركز) عندما حول المنطقة إلى شبه مستنقع تنعدم فيه أبسط ضروريات العيش الكريم ، أساء إلى الناس أيضا عندما سمح لجوهري وأمثاله بأن يعيثوا في الأرض فسادا دون رادع ولا زاجر بل حتى عندما واتت المظلومين فرصة التخلص منه تمسك به وعض عليه بالنواجذ (وقال بدارجته "المخرمزة (من التخرميز )" : مالكم خليو عليكم السيد أش دار ليكم؟! ).
من سيئات الحاج بعلا التي لا حصر لها توفير غطاء وبيئة مواتية والمساهمة أيضا في تكوين عصابة من المجرمين فها هو مدير الثانوية الإعدادية السكير العربيد الذي يعاقر الخمر ليل نهار مثلما يشرب أحدنا شاي أو قهوة الصباح حتى اختلط عليه الأمر فأصبح يسير المؤسسة بدون وعي (Nest pas la ) سواء في اجتماعاته بالسادة الأساتذة أو في روتينه اليومي الذي يكثر فيه من الصراخ والفحيح كأنه كوبــرا الغابة الاستوائيــة ، ينهر ويصرخ في وجه الجميع دون داع من تلاميذ المؤسسة مرورا بأعوان الحراسة بل حتى الأساتذة المحسوبين على التيار المعارض لم يسلموا من شروره ومساوئه ،والجميع يتذكر ما حدث للسيد حسن السلامي وكيف حول هذا الطاغية مسيرته التربوية الحافلة إلى لا شيء بعد أن أرسل سمعته إلى الحضيض ومنعه من أن يترأس مؤسسة تربوية بتلوات ، وللعلم فقط فقد كان السيد السلامي حارسا عاما لثانوية أنزال الإعدادية التي أسدى إليها خدمات جليلة ولكن لا خير في خير ترى الشر دونهولا نائــل يأتيــك بعد التلــدد . ثم يأتي في المرتبة الثانيـــة المدعـو( أ . ب) الذي يعتبر الذراع اليمنى لرئيس جماعة سيروا بعد رحيل الطاغية " جوهري " وبسبب هذه الحظـــوة تم تعيينه على رأس مؤسسة دار الطالب التي يسيرها -حسب مصادر موثوقة- عبر الهاتف النقال ، والعالمــون بخبايــا الأمور يعرفون جيدا كيف وصــل هذا الشخـص إلى هذا المنصب ، فأن تنتقل من " الحمارة إلى الطيارة" لابــد وان في الموضوع "إن"، وتراه يمشي بخيـلاء وتكبر واضحيـــن فملآى السنابل تنحني تواضعــا والفارغــات رؤوسهن شوامخ فالرأس الفارغ هو الذي يسهل رفعه إلى السماء ، وقد عاش من عرف قدره كما يقولون.
ثم يأتي بعد ذلك في مرتبة أدنى المدعو( ب . ف) معلم بمدرسة أنزال الابتدائية يعامل تلامذته بعنصرية مقيتة فتارة ينعتهم "بالشلوح" وأبناء "الشلوح" وتارة أخرى يصف أحدهم ب"أعين الشيطان" ، الغريب في الأمر أن هذا الشخص أمضى ما يزيد عن عقد من الزمن بأنزال دون أن يلقى من أهله إلا كل الخير ( وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ) ، والآن وبعد أن التأم شمل أفراد العصابة فتح لهم أبواب منزله على مصراعيه فاتخذوه وجارا ووكرا يحتضن اجتماعاتهم التافهة .
ثم نجد المدعو( م . د ) الزنجي( الذي يلعق "الكابو") والذي يكره أنزال وأهله أيما كراهية خصوصا بعد أن انتفضوا مؤخرا ضد الظلم والتهميش والذي نصب نفسه متحدثا باسم العصابة على صفحات الفيس بوك ، بعد أن اطلعت على مقالاته المكتوبة بلغة خشبية ركيكة جدا والتي يهاجم فيها أحد شرفاء الــدوار تأكد لي بما لا يدع مجــالا للشـك أن هذا الزنجي لم يعد يميز بين الخيـر وما دون ذلك وصدق فيه قـول الفرزدق : فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي ولكن زنجيا غليظ المشــافــر فهنا استعمل الشاعـر كلمة المشافر للإنسان ،وهي للجمل، لأنه يريد أن يشبه الزنجي العبد بالجمل في أنه لا يفرق بين الرفيع والوضيع من الناس.
التعليقات (0)