مواضيع اليوم

انواع النفوس فى الانسان وتذكيتها

رهن المحيس

2011-11-13 13:00:02

0

 : تزكية النفس 
فإذا لمعت على المسلم بوادر الصفاء، وظهرت عليه الرغبة الملحة في نوال الكمالات، والعزيمة الصلدة في الوصول إلى المشاهدات، وتعلقت روحه بالمنازل العالية، والمقامات السامية والأخلاق الراقية، انتقل إلى مرحلة جهاد النفس : 
هذب النفس إن رمت الوصول 
غير هذا عندنا عين الفضول 

هذب النفس بتوحيد العلي 
عن بيان الآي من فرد قـؤول 

سلمن للمرشد الفرد الذي 
يجذب الأرواح عنه لا تحول 

ومراتب النفس التي ينزل فيها المريد هى: ((تزكية النفس هي تطهيرها من كثافة الجمادية ووقوف النباتية ورعونات الحيوانية وسعير الإبليسية وتشبيه الملكية، فإن الإنسان الكامل وسط : 
فالنفوس تنقسم إلى سبعة أنواع : 
1- النفس الجمادية 
2- النفس النباتيـة 
3- النفس الحيوانيـة 
4- النفس الإبليسـية 
5- النفس الســبعية 
6- النفس الملكوتيــة 
7- النفس القدســـية 
ولكل نفس من هذه النفوس نوازعها وفطرها وشهواتها. 
فإذا علم السالك هذه الحقائق، استطاع مجاهداتها، ويشرح الإمام بإجمال تلك الحقائق لمن دخل في مقام المجاهدة فيقول: 
جاهد نفوساً فيك بالشرع الأمين واحذر قوى الشيطان في القلب كمين 

غل وكيد من حسود ماكر ظلم العباد بنية في كل حين 

هذا اللعين به الهلاك فخله أسرع إلى القرآن في الركن المتين 

والنفس شهوة مطعم أو مشرب أو ملبس فاحذر بها الداء الدفين 

إلا الضرورة فالإباحة إن دعت فيها الضرورة فأطلبنها من معين 

والنفس إن تدعو مساسا فاحذرن إلا الحلال فإنه الماء المعين 

جع اضعفنها واحذرن من غيها غض الجفون وحاذرن فتك الكمين 

والنفس داعية الرياسة فاحذرن فرعونها تنجو من الداء الدفين 

وادخل حصون الشرع قلباً قالباً تحيا سعيداً في شهود المتقين 

تلك النفوس قوية في فعلها قد تحجب الأفراد كم أردت سجين 

والشرع عصمة سالك يهدي إلى دار الصفا رضوان ربِّ العالمين 

في الشيب جاهد كالشباب وحافظن فالنفس شيطان يبيد السالكين 

والجأ إلى مولاك معتصماً به مستشفعاً بالأنبيا والمرسلين 

مولاي إني عاجز عن كبحها هب لي اعتصاماً منك بالشرع الأمين 

هب لي اتباع محمد واجذب إلى روض الشهود العبد بالعزم المكين 

واقبل متاب العبد وامنحني الرضا والفضل والغفران من فضل المتين 

ويحذر المريد من الركون إلى النفس فيقول: 
((النفس ككرة ملساء وضعت على قمة جبل عال منحدر أملس كيف يكون حال نزولها؟)) ليبين لنا أن السالك إذا غفل عن النفس نفسا!ً ربما يغتر بحاله أو يطمئن إلى مقامه، فيكون في ذلك هلاكه !! ... فالمريد الصادق، بل والعارف الواصل، بل والفرد المتمكن، لا يغفلون جميعهم عن جهاد أنفسهم لحظة طالما فيهم نفس يتردد في هذه الحياة!!! وإلى ذلك يشير بقوله: (( كمَّلُ الأولياء لا يرتاحون من جهاد النفس إلا مع خروج النفس الأخير من روحهم في حياتهم الدنيا)). 
وموجز تعريف النفس عنده هي: 
جملة الأوصاف التي تشير إليها الحقيقة التي تسمت بها. 
فالنفس الجمادية: 
هي التي تعمل على جمود الإنسان وتراخيه وكسله وقعوده عن العمل. 
والنفس النباتية: 
] هي القوى المغذية التي تعمل على تغذية أجزاء جسم الإنسان والمحافظة على نموه. 
والنفس الحيوانية: 

وابتهاج الحيوان أكل وشرب 
ونكاح وذاك قصد القصي 

والنفس الإبليسية: 
والتي تهتم بالنوازع الشريرة في الإنسان وتغذيها من مكر وخداع وحيل ووقيعة وغيرها، يشير إليها في قوله: 
وابتهاج الشيطان حسد وكبر 
بفساد وفرقة وبغي 

أما النفس السبعية: 
فهي القوة الغضبية في الإنسان من حمية وشجاعة وتهور وغيرها، والنفس الملكية: هي النوازع الطيبة في الإنسان من حياء وبذل وإيثار وصدق ووفاء وهلم جرا، ويلمح إليها في قوله : 
وابتهاج النفوس بعد زكاها 
رغبة الفوز بالمقام العلي 

هي نفس إن طُهِّرَتْ وتزكَّتْ 
تتهنى في حظوة بالولي 

أما النفس القدسية: 
فهي من أسرار الحق العلية، وهي نفحته البهية التي جملت الهياكل الإيمانية بالحقائق النورانية وجعلتها تشتاق إلى المقامات العلية وتحن إلى الجمالات والكمالات الوهبية، وهي خاصة بالأفراد أولي العطية : ] ]. 
والطريق الذي به يستطيع السالك مجاهدة تلك النفوس بعد حصون الشريعة المطهرة والعمل بأحكامها لأنها أكمل حصون الأمن التي يتحصن بها الإنسان في مقامات الجهاد، يلخصها الإمام في هذه المنظومة والتي سماها: 
( منظومة السير والسلوك وضوابطهما ): 
السير سير السالك الأواب فوق الصراط بصحة الآداب 

في الروض حصن الشرع يسلك ناظراً للحق لا لظواهر الأسباب 

حتى يشاهد مشهد التوحيد في عين اليقين بصحبة الأحباب 

بدء الطريق رعاية للغيب في حلٍّ وترحال حضور غياب 

يسقي مدامة غيب قرآن الهدى يعطي الولاية بعد رشف شراب 

يفنى فيشهد آية في خلقه فيرى جمال الوجه في المحراب 

من بعد ذاك يراقب الغيب العلي بالنفس والأعضاء والألباب 

وتجرد من فطرة من فتنة من غفوة سهو وظل حجاب 

إن الطريق مراحلٌ هي شهوةٌ حظٌ وآمالٌ بنص كتاب 

فوق الرواحل همةٌ علمٌ به ينجو من الشيطان من مرتاب 

سيرٌ واقبالٌ بصدق عزيمة إحياء ليل فوق سطح تراب 

تفريد ربك بالعبادة مخلصاً ترجوه غفراناً وخير مآب 

والصمت معراجٌ وجوعك طهرةٌ والصمت رفرف حضرة التواب 

والذكر منشور الولاية حجة والخوف حصن الأمن خير جواب 

أما الرجا فهو المزاج لواصل فامزجهما ترقى إلى الأصحاب 

هذا الطريق به الوصول لربنا والقلب طهِّره من الأسباب 

اشهد يد المعطي تفز بالاجتبا تُعْطَى مقام الحب في الترحاب 

عمر بذكر الله قلبك تشهدن نور الولي ترى ضيا الوهاب 

ادخل حصون الشرع معتصماً بها أعضاءك احفظها مع الآداب 

لا تصطفي إلا الحبيب محمداً تابعه ُتعْطَى ثمَّ خير متاب 

بالاتباع يحبك الله العلي وتفوز بالحسنى بنص كتاب 

وهكذا يوجز الإمام في هذه المنظومة الرياضات الروحية التي يدخلها السالك ولا يزال يجتازها واحدة بعد واحدة وأبرزها: 
- مراقبة الله في الغيب والشهادة. 
- ثم التجرد من الشهوات والحظوظ الكاسدة. 
- ثم تحصيل العلم النافع. 
- ثم العزيمة الصادقة. 
- والصمت. 
- والجوع. 
- والسهر. 
- والذكر. 
وهم أركان الولاية كما قال القائل: 
بيت الولاية قسمت أركانه ساداتنا فيه من الأبدال 

ما بين صمت وسهر دائم والذكر والجوع العزيز الغالي 

ويوضح للسالك الجناحين اللذين يطير بهما في سماء التفريد، وهما الخوف والرجاء، حتى يصل إلى معرفة نفسه، فيعرف ربه بجوده وعطفه وكرمه، فيقول كما قال الإمام أبو العزائم: 
عرفت نفسي أني كنت لا شئ فصرت لا شئ في نفسي وفي كلي 

به تنزه صرت الآن موجوداً به وجودي وإمدادي به حولي 

ومن أنا عدم الله جملني فصرت صورته العليا بلا نيل 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !