مواضيع اليوم

انواع الديموقراطيات العربية

زين الدين الكعبي

2009-05-17 19:51:51

0

عجيبة هي الديموقراطيات العربية غريبة هي انواعها واشكالها (( ان جاز لنا تسميتها بالديموقراطيات طبعا )) . واعتقد ان سر تفرد كل ديموقراطية عربية عن باقي الديموقراطيات العربية الأخرى يكمن في اختلاف ذهنية الحاكم لكل بلد عربي وطبيعة شعب كل بلد من هذه البلدان , وبالنتيجة نجد ان فكرة الديمقراطية تختلف من هذا البلد العربي الى ذاك .

 

ففي لبنان ونتيجة لعدم وجود عائلة واحدة قوية تستطيع فرض قوتها على باقي العوائل . ولا طائفة قوية تستطيع ان تسيطر على باقي الطوائف فيه ولا على مؤسساته او على الجيش ولأن الأحزاب مبنية على اساس طائفي  فلقد اضطر اللبنانييون للأقتال سنوات طوال حتى اتفقوا اخيرا على نوع من الديمقراطية يضمن لكل عائلة ان تحكم منطقة تواجدها وان يحكم كل زعيم طائفة طائفته الى ان اصبحت دولة مشابهة لدولة ملوك الطوائف في الأندلس .

 

اما في مصر والجزائر واليمن والمغرب والأردن فأن الديمقراطية هي عبارة عن مجموعة كبيرة من الأحزاب المجعجعة تصرخ وتنقد وتدخل جميع الأنتخابات المحلية والبلدية والبرلمانية ببرامج انتخابية مختلفة ولكن لا احد يستمع لها في النهاية , كما ان الجميع يعرف مقدما ان المقاعد اللتي سيحصل عليها حزب الملك او الرئيس في جميع هذه المجالس سوف لن تقل عن الثلثين بكل حال من الأحوال  , وان الملك او الرئيس هو البرلمان والحكومة والقضاء وان كل هذه الهيلمان هو عبارة عن ديكور لا اكثر ولا اقل .

 

اما في الكويت فقد اخترعوا نوعا اخر من الديموقراطية . فلقد جعلوا من ولي العهد رئيسا للوزراء مقدما بغض النظر عن الأحزاب الداخلة في البرلمان وحصة كل حزب فيه وبذلك اصبح الأمير فعليا يملك ويحكم . فالحكومة ليست لعبة بيد الشعب يشكلها كيفما يشاء . ولذلك نجد ان أي ازمة تحدث بين الحكومة والبرلمان فأن الحل الوحيد لها هي حل البرلمان او الحكومة او الأثنين معا . وتشكيل حكومة جديدة او برلمان جديد او حكومة وبرلمان جديد . والحمد لله ان العائلة الحاكمة هناك لم تفكر في خيار تغيير الشعب بعد .

 

وفي البحرين الديمقراطية تعني حكم الأقلية مهما كانت النتائج . فلا انتخابات تنفع ولا برلمان يستطيع ان يغيير هذه الحقيقة الخالدة .

 

وفي موريتانيا الديمقراطية هي عبارة عن قبيلتين كبيرتين تتنافسان على جذب اصوات باقي القبائل الصغيرة . فاذا ما فاز واحد من ابناء احدى القبيلتين حتى قام ابناء القبيلة الأخرى بانقلاب عسكري يتخلى قائده عن الرئاسة بعد فترة لعمل انتخابات جديدة وهكذا .. حتى اصبح المشهد السياسي الموريتاني عبارة عن انقلاب انتخاب انقلاب انتخاب انقلاب انتخاب .......

 

اما في العراق فقد اخترع لنا الأحتلال مزيجا من الديمقراطية اللبنانية والديموقراطية الأمريكية والديموقراطية الأيرانية حتى اصبحت الديموقراطية عندنا عبارة عن عملية عجيبة ولغز محير لم يستطع الشعب العراقي حل الغازه الى الآن . فالعراقيون مهما غيروا خياراتهم وانتخبوا اناس مختلفين في كل انتخابات نرى ان الأمور لم تتغير قيد انملة . فاذا هم انتخبوا الأحزاب الدينية نجد ان الأحزاب الدينية هي اللتي تحكم , وهذا كلام طبيعي . ولكنهم اذا ما انتخبوا الأحزاب العلمانية والمستقلين على حساب الأحزاب الدينية عادوا ليجدوا ان الأحزاب الدينية هي اللتي تحكم ايضا كما حصل في الأنتخابات المحلية الأخيرة . كيف ولماذا لا احد يدري . حتى اصبح المثل العراقي العامي ينطبق هنا انطباقا تاما واعني المثل القائل  (( تريد ارنب اخذ ارنب – تريد غزال اخذ ارنب ))  . واراهن على ان هذا ماسيحدث في الأنتخابت النيابية القادمة ايضا , فالدستور وقانون الأنتخابات قد ضمنا ان لاينتخب العراقي من يريد بل ان ينتخب من صاغ هذا الدستور .

 

اما في باقي دول الخليج وسوريا وليبيا والسودان فكلمة الديموقراطية تعني الملك او الرئيس .

 

والنتيجة فاننا لانرى في دولنا العربية أي نوع من انواع الديموقراطية تشبه ديموقراطيات دول العالم الأخرى واللتي هي على نوع واحد اسمه حكم الشعب و حكم الأغلبية .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات