يعتبر فيلم ″انهض يا مغربي″ لنرجس النجار، من بين الأفلام التي تروي الواقع المغربي المر والطريقة التي يحلم بها المغاربة، ليس فقط خلال فترة نومهم بل وحتى تحت أشعة الشمس المحرقة.
فيلم ″انهض يا مغربي″ دعوة إلى كل المغاربة للنهوض من سباتهم العميق ومن أحلامهم التي لا يمكن لها أن تتحقق، فعلى سبيل المثال يروي الفيلم حلم المغرب بنتظيم مونديال 2010 وخيبة الامل التي أصابته بعدما منح التنظيم لجنوب افريقيا، ليكتشف المغاربة أن تنظيم المونديال لم يكن سوى حلما رسموه كما يرسمون أحلام أخرى في استيقاظهم كما في نومهم.
بصراحة، المغاربة يستحقون جائزة نوبل لأنهم يتصدرون المراتب الأولى في بعض المواهب، والتي لا تعترف بها وسائل الإعلام... فإلى متى سنحتقر الشعب المغربي ونقول له أن المغرب خصل على الرتبة 65 في بيكين وأنه دائما يأتي في المراتب المتأخرة. لماذا لا نعترف بالجميل تجاه هذا الشعب البطل الذي يمضي جل وقته ″ويحفي″ عقله من أجل خلم يساوي ملايين الدولارات.
فلو أننا نظمنا مسابقة في موهبة الأحلام وقمنا بدعوة كل الدول التي تدعي أنها تتصدر المراتب الأولى في جل المواهب لأتبثوا جميعا عدم قدرتهم على منافسة الشعب المغربي في طريقة حلمهم.
المغاربة منذ قرون لهم شأن عظيم في هذه الموهبة التي منحها الله لهم وورثوها أبا عن جد، فقد تجد شابا مغربيا يعيش في الفقر المدقع نهارا وفي الليل يحلم بأنه يعيش في البدخ وانه ركب سيارة فارهة واشترى منزلا شامخا وتزوج امرأة جميلة أنجب معها طفلا صغيرا، فقد يحتار في الإسم الذي سيسمي به ابنه الذي رزق به لكنة لن يجد الإسم حتى يسمع منبه الساعة يرن ليكون مظطرا للعيش في الفقر من جديد. يستيقظ المسكين فيضحك من أعماق قلبه ويرفع يديه إلى السماء داعيا الله أن يحقق له أحلامه.
الأحلام وحدها في المغرب تمنحك الاحساس بالسعادة والطمأنينة وتزرع الأمل في قلوب الناس، يقال ان السعادة لا تشترى بالمال، فلذلك هي رأسمال الفقراء.
فيلم ″انهض يا مغربي″ ليس سوى دعوة لحرمان المغاربة من أحلامهم التي تعتبر منبع سعادتهم، لذلة فنهوض المغاربة سيكون سبب عيشهم تعساء في حياتهم اليومية على عكس ما هم عليه الآن تماما.
فلست أدري لماذا تريد نرجس النجار أن تحرم المغاربة من الوسيلة الوحيدة التي يزرعون بها الأمل في حياتهم والتي هي الأحلام.
فعلى الاقل أتركونا نعيش سعادتنا بالطريقة الوحيدة التي نملكها.
التعليقات (0)