إنقلاب عباس
لا يبدو أن الرئيس أبو مازن يرغب في المضي نحو مصالحة جادة و دائمة مع حماس، الخطأ البروتوكولي الذي حدث في جلسة وزراء الخارجة العرب و الذي بموجبه تحدث الرئيس عباس علنا في خطابه بحضور الإعلام يظهر أن الرجل و حماس ليسا على اتفاق و أنه في طريقه للإنقلاب على اتفاق المصالحة ، كلمته الافتتاحية و التي انتهت سريعا بعد أن أشعر بالتوقف لحين خروج الصحافة و تحول الجلسة من العلنية إلى السرية عبرت عن أزمة الثقة بين الطرفين من خلال عبارتي " الإرهاب المحلي" و " الانقلاب في غزة"، فأي إرهاب يقصده عباس و أي انقلاب؟ هل "انقلاب"حماس سنة 2007 و بسط سلطتها على غزة أم "المحاولة الانقلابية " التي تحدثت عنها إسرائيل و صدقها الرئيس أبو مازن حسب التسريبات الأخيرة لمحضري الاجتماعات التي تمت بين الوفدين الحمساوي و الفتحاوي في الدوحة برعاية أميرها، هو بالطبع تحدث عن سنة 2007 لكن لربما كمقدمة للحديث عن المحاولة الانقلابية و اعتبار حماس من خلال الترويج لهذه المحاولة حركة إرهابية تماشيا مع المناخ السائد عربيا تحدث عن الإرهاب المحلي.
يرغب الرئيس عباس في إنهاء المصالحة، والرضوخ لضغط قوى عربية وغربية ، خطوة متسرعة وغير مدروسة و لعلها أيضا ردة فعل غاضبة للرئيس على خبر المحاولة الإنقلابية والتي كذبتها حماس، لكن ما موقف حركة فتح من هذه الخطوة و هل سيجد دعما داخليا لقراره هذا ؟ فمن خلال التسريبات التي نشرتها مواقع صحفية عدة ظهر الوفد الرئاسي الفلسطيني و كأنه غير راض عن طريقة تعامل عباس مع مشعل و باقي أعضاء حماس و غضبه المبالغ فيه من قصة المحاولة الانقلابية التي اتهمت فيها إسرائيل حماس بالقيام بها ضد عباس خلال لعدوان الإسرائيلي، فالتسريبات أظهرت رجلا متوترا ضعيفا فاقد للثقة في الكل، مما يطرح أسئلة عدة حول من المستفيد من هذه التسريبات؟ هل لطرف داخلي من السلطة اليد في ذلك؟ هل هي بداية معركة جديدة "من طرف ما " ضد عباس بخلق الأسباب الممهدة لإزاحته من كرسي الرئاسة ؟ و هل مازال ثلاثي مصر و السعودية و الإمارات يرى فيه الرجل القادر على مواجهة حماس و إتمام المفاوضات مع إسرائيل أم أن الثلاثي يريد تعويض عباس بقيادي آخر كمحمد دحلان مثلا؟
انفراط عقد المصالحة في هذه الظروف سيشكل أزمة حقيقة ستزيد من معاناة الفلسطينين بغزة، فلا حماس ستترك السلطة في غزة، و لا العرب سيقدمون دعمهم و مساعداتهم للمنكوبين تحت سلطتها، و إن كان عباس يرى في ذلك ورقة ضغط على حماس سيستفيد منها لاحقا فهو كاذب، فحصار غزة لسنوات مضت و العدوان الإسرائيلي بكل همجيتيه لم يزيحا الحركة، و ووعود دول المنطقة بالدعم المالي لعباس تبقى وعودا عربية و يكفيها هذا من الوصف.
ماءالعينين بوية من المغرب
التعليقات (0)