انقلاب الموازين !

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي

 حين تختل القيم في المجتمع ينظر الى الطيبة على انها غباء ويعد التواضع ضعفاً وينسحب هذا الامر على الطيب والمتواضع فيقال عنه انه غبي وضعيف ! وازاء انقلاب الموازين في المنظومة الاجتماعية يمكن ان يفسر سلوك التغافل عن بعض التصرفات من الاشخاص الجاهلين او قليلي الخبرة على انه غفلة او غباوة وبالمقابل يوصف المحتال بانه شاطر!
ومن الغريب ان مفهوم الشاطر تعرض الى عدة تغييرات منذ العصر العباسي وحتى الآن لكن من دون الاستغراق في التفاصيل يكون المصداق العام لهذه الصفة هو الحذق والذكاء والنباهة والقدرة على النجاح … لقد ظلت صفة المحتال تطلق على الشخص الذي يتخذ اساليب غير شرعية او غير قانونية في الحصول على مال او منصب او مرتبة اجتماعية ونحو ذلك اما بعد الزلزال العراقي في نيسان 2003 فقد قفزت الى الساحة مصطلحات مثل (الحواسم) و(العلاسة) و(القفاصة) و (الاشباح) ويمكن جمعها تحت صفة (الاحتيال) لكن ان يطلق على المحتال صفة شاطر فهذه من الدواهي التي تقصم الظهر وهكذا يمكن ان تجد شخصاً يمتلك بيتين ويسكن في ثالث ويجري معاملة لنقل ملكية رابع اليه واذا سألته عن مصدر دخله فانه يكتفي بالقول ان التجارة شطارة وهو لاتاجر ولا شاطر وانما هو محتال بامتياز ومن المضحك المبكي ظهور حالة التباهي والتفاخر على هذا الشخص وعدم خوفه من حسيب ولا رقيب وهذا يعني انه مصدق بانه شاطر ربما من باب( الشاطر والمشطور ومابينهما) لكن لافض فوه الشاعر الذي قال (ماطار طير وارتفع الا كما طار وقع)!.