مواضيع اليوم

انقسام ثقافة الثورة بعد انتخابات ايران - بقلم : مروة كريدية

إبراهيم قعدوني

2009-06-17 15:51:37

0

http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com/1616699/الانتخابات-الايرانية-بين-ألويات-نجاد/

 

www.elaph.com/Web/AkhbarKhasa/2009/6/451662.htm

 

الانتخابات الايرانية بين ألويات نجاد وموسوي - بقلم : مروة كريدية

كتبهاmarwa kreidieh مروة كريدية ، في 17 حزيران 2009 الساعة: 11:09 ص

 

الشارع الايراني بين الخيار الثقافي والخيار النووي

كتبت : مروة كريدية - خاص ايلاف

لعل المناخ الانتخابي الذي ساد في ايران يُظهر بشكل واضح الرغبة العارمة لدى الشعب الايراني بالتغيير، وهو الذي يُعاني بشكل مستمر من ضغوطات حياتية اقتصادية وثقافية، ناهيك عن خيارات قياداته السياسية التي أودت بالبلاد الى دائرة العزل الدولي .

فسلطة الحرس الثوري الايراني التي تحكم قبضتها على الشارع بشكل "بوليسي" منذ اكثر من ثلاثين عامًا، كانت ومازالت تعيد انتاج الطبقة السياسية مردِّدَةً شعاراتٍ اقل ما يُقال فيها أنها "خشبية" ،ولم تنتج إلامزيد من الازمات السياسية والعسكرية والاقتصادية منذ بزوغ "الثورة " وحتى والان .

لقد ضاق ذرع المواطن النخبويّ وحتى العاديّ البسيط بمبادئ الثورة نفسها التي عفا عليها الزمان والتي أصبحت مع مرور الوقت عبئًا على كثير من أصحابها ممن نظّروا لها وساعدوا على إنجاحها، ولم تعد الحكومة "الاسلامية " و"ولاية الفقيه " حلم المفكر السياسي الحداثي بقدر ما أمست طروحات الهوية وما بعد العولمة هي الاشكاليات الحقيقية والتي تتطلب الانفتاح على العالم والحياة بالدرجة الأولى.

وفي وقتٍ يرى التيار الاصلاحي ان مصلحة ايران تكمن بالدرجة الاولى في هذا التوجه مازال تيار المحافظين من صقور العمائم السوداء يرى أن الصراع مع "الامبريالية " مازال أولى الأولويات، فيما تنظر شريحة كبيرة من ايرانيي الخارج والمنفى بحسرة كبيرة إلى ما آلت إليه أمة لعبت دورًا رياديًّا عبر العصور وقدمت للحضارة الانسانية الفنون الزاهية والآداب المميزة فانتهى المطاف بها الى "الاتشاح بالسواد" والتراث الكربلائي المأتمي !

أربعة مرشحين خرج منهم الرئيس أحمدي نجاد "منتصرًا"، فيما خرج المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي مع انصاره بالأمس بالآلاف الى الشارع متحديًّا قرار منع التظاهر متمسكًا "بفوزه" أيضًا مطالبًا بفتح تحقيق حول الانتخابات ونزاهتها.

تخوّف أوروبي أميركي وصمت عربي

الاتحاد الاوروبي دعا الى فتح تحقيق حول ادعاءات التزويرحيث عبّرت بنيتا فيريرو فالدنر المفوضية الاوروبية للشؤون الخارجية عن أملها في "ان تدرس السلطات الايرانية كافة الشكاوى" فيما استدعت كلّ فرنسا وكندا والمانيا وغيرها من الدول الغربية سفراء ايران لديها للاعراب عن مخاوفها تجاه نتائج الانتخابات الايرانية .

فيما جدد البيت الأبيض " قلقه " من الاوضاع الايرانية معربًا عن مخاوفه تجاه اضطرابات الشارع عبر روبرت غيتس .

بطبيعة الحال فإن الدول العربية التي اكتفت ب"الصمت" فيما أرسلت بعض الانظمة بطاقات "التهنئة " المعهودة بتجديد الولاية والبيعة ! كيف لا والانظمة العربية أعجز من أن تقدم "دروسًا بالديموقراطية " …. وكيف لها ان تدين فوز "نجاد" بنسبة نجاح قاربت 60 بالمئة فيما هي تعيد انتاج نفسها باستفتاء الزعيم الواحد الفائز ب99 بالمئة! فيما الدول القبليّة مازال موضوع الانتخابات غير وارد ولو بالإسم في انظمتها السياسية!
وكيف لها ان تدين "التزوير والقمع " وهي التي لا يجرؤ أحد من رعاياها على التلميح بظلم وقع او ان تُساءل عن سرّ توريث الجمهوريات وتمليك العائلات الحاكمة من أول التاريخ الى أبد الآبدين !


وبعيدًا عن قلق الدول الكبرى التي لاتقلق في حقيقة الأمر إلا على "مصالحها " وأمنها ونفطها ، وبنظرة سريعة الى كافة المرشحين وسيرهم الذاتية والسياسية فإننا نستخلص انهم جميعًا من رحم الثورة "الخمينية" خرجوا، و موسوي "الاصلاحي" الحالي هو الابن الشرعي للحرس الثوري "المحافظ" ، والكل يدور في فلك "ولاية الفقيه و"عصمة الامام!
نجاد الذي عوّل على الأرياف و"حشمتها"، وهو الذي وعدهم في الانتخابات السابقة بأن يرفع البؤس والفقر عن موائدهم، عاد ليطلق لهم شعارات "العداء لأمريكا" ويطرح السياسة الخارجية والسلاح النووي كخيار استراتيجي "وجودي " وان كان على حساب الشعب الذي دفع ثمن خياراته الاستراتيجية أكثر مما يُطيق . فالسياسة "الخارجية" مقدمة على "الاصلاح الداخلي عند المحافظين عملا بالقاعدة الفقهية " درئ المفاسد "الغربية" مقدمٌ على جلب المصالح "الداخلية "!

الشارع الايراني منقسم إذن، بين خيار إصلاحيٍّ يَعد بالتخفيف من القيود "الثقافية" ومنح المزيد من الحرية الشخصية، و يعد بسياسة اقتصادية تمنح الشعب مزيدا من البحبوحة وسياسة أكثر انفتاح على العالم، وآخر يكرس خيار " الهوية " والدفاع عنها عبر كل "الاسلحة" المتاحة مركزا على دور ايران الاقليمي كمحور " يقاوم" الامبريالية .


الشباب الايراني في الامارات بين نجاد و موسوي :

وفي محاولة لرصد انعكاسات نتائج الانتخابات الايرانية استطلعت آراء بعض الإيرانيين المقيمين منهم والزائرين لدولة الإمارات محاولة قدر الإمكان استشراف ذلك بحياد تام عبر سبر الآراء المتنوعة لفئة تعد الاكثر حيوية وهي شريحة الشباب .


موسوي أهونُ الشرين !
ف . قدسي حسناء ايرانية الاصل تحمل جوازًا بريطانيًَا تزور الامارات تقول : "انها لاترى في ايران اي صورة مشرقة" معتبرة ان الاصلاحيين والمحافظين كلهم في السُّوء سواء مالم تغير ايران وجهها "الاسلامي"…مؤكدة ان الدول المتخلفة كلها لاتعرف الديموقراطية… وانها تطمح لان ترى ايران علمانية متحررة وهذا ما لم ينادي به أحد بشكل جدِّي الى الان . مكتفية بالاشارة الى ان انتخاب "موسوي" هو اهون الشرّين .

وفي دردشة معها علمنا ان عائلتها هجرت ايران مع أفول الشاه فيما روت لنا قصصا مأساوية عن خروج النخب الايرانية مع قيام الثورة حيث تولى "رجال الدين " امور الدنيا ووزعوا مفاتيح الجنان !

مؤيد للاصلاحيين والمحافظين معًا !

م. نجفي شاب مقيم في دبي مُعجب جدا بسياسة "نجاد" الخارجية، أكد لايلاف تأييده المطلق للسياسة ايران المناوئة لأمريكا واسرائيل معربًا بوضوح ان سبب تطرف بوش حيال ايران يحتاج لمواجهة شخص حازم كمحمود أحمدي نجاد، وان ايران قدمت للمجتمع الدولي دروسًا لا تنسى….
مفتخرا ان نجاد استطاع ان يُسمع قادة العالم ما عجز زعماء العرب مجتمعين عن "قوله" خلال 60 عام من الصراع العربي الإسرائيلي …مبديًا أسفه حيال الأنظمة العربية كونها تتخذ من أرضها منصات لقواعد عسكرية أمريكية لمواجهة بلاده

وردًَا على سؤالنا حول سياسة نجاد الداخلية والخيارات "الثقافية " قال : انا احب العيش الرغيد وانا لست ملتزمًا من الناحية الدينية و أؤمن بالحرية الشخصية لذلك فأنا اخترت العيش خارج النظام "الشيعي المتدين" … ليتدارك بالقول :" انا مع الاصلاحيين في سياستهم الداخلية" ومع "المحافظين في سياستهم الخارجية"!


على باب القنصلية الاميركية !
أفضل مكان ربما لترى فيه ايرانيًّا أو عربيًّا وتستطيع التكلم معه لوقت طويل هو باب السفارات، فللكرت الأخضر "سحر لا يقاوم" وللفيزا الأميركية ألوان تنعش "الأفئدة " حتى عند أولئك الذين يناصبون هذه الدولة العداء!

عند السابعة صباحًا من كل يوم عمل يصطف طابور "طويل" بانتظام لم يألفوه، أمام كوخ بداخله غرفة صغيرة مرصوصة بالمقاعد خشبية تكون بمثابة اولى المحطات ومرحلة ما قبل البداية للتوجه بعدها نحو القنصلية الكائنة في مركز التجارة العالمي بدبي وفق إجراءات شديدة الصرامة تفقد العاقل صوابه !
هناك تتواجد جنسيات كثيرة الا ان الايرانيين أكثرهم حضورا بسبب عدم توفر سفارات لاميركا في ايران والامارات هي الجارة التي تؤمن خدمات "التواصل " مع العالم .

سلمت على امرأة تلبس"الشادور" محاولة ايجاد مدخل للحديث معها ، زينب . ف من منطقة تدعى أصفهان سألتها عن سبب زيارتها للولايات المتحدة فأجابت انها بقصد زيارة أقاربها ، وسألتها عن الانتخابات فأبدت فرحها الشديد بالنصر "الالهي" المؤزر لنجاد الذي لولاه لكانت ايران في خبر كان على حد تعبيرها مؤكدة انها تتحمل الفقر والحصار الاقتصادي وكل شيئ من أجل عيون "خامنئي" وان حرّية القرار السياسي الدولي أهم من رغد العيش الدنيوي الزائل ! وان ايران دولة قوية أصبحت في ظلّ نجاد يحسب لها بدل الحساب الواحد ألفًا !

قاطعت حديثنا شابة ايرانية ايضًا في العشرينيات من العمر لتقول "العيش في ايران لايطاق " نحن مجبورات على العيش بطريقة غير عادلة ومجبورات على "الحجاب" ويمُنع علينا الرقص والغناء وكأنه كُتب علينا البكاء مدى الحياة ! لتختم حديثها بأن مشروع موسوي أكثر إشراقًا من كآبة نجاد!

توجهت فيما بعد الى زوج "زينب" لاستعلم رأيه في الموضوع فنظر إليّ بحذر شديد وسألني عن جنسيتي فقلت له اني "لبنانية" فانفرجت أساريره كمن وجد صديقًا حميمًا متساءلا: هل انت ِ من الجنوب اللبناني؟ فاكتفيت بالابتسام ! فأجابني : كُتبَ علينا أن نعيش كل يومٍ كربلاء! والانتخابات فصلٌ من فصولها!

أضف الى مفضلتك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : استراتيجية - Stratégie - Strategy, الشرق الأوسط - Middle east -Le Moyen-Orient, تحقيقات - reports - reportages, تقارير اخبارية - rapport - raport, ديموقراطية - Démocratie - Democracy, سياسة دولية - International Political -politique international, شؤون إيرانية - Iranian affairs, علاقات دولية -International relations -Relations internationales, مقال الثلاثاء - موقع إيلاف - Tuesday article - elaph, مقالات مروة كريدية في موقع إيلاف- elaph -marwa kreidieh articles | أرسل الإدراج | دوّن الإدراج
عفواً، التعليقات ممنوعة لهذا الإدراج

« فلسفة العدالة في عصر العولمة - مروة كريدية

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !