نريد أن نعيش ...نريد أن نموت بشرف !!!
هذا هو الانقسام الحقيقي الذي تعاني منه الأمة الإسلامية
منذ أن تم تقسيم الأمة الإسلامية إلى راضين بالاحتلال ورافضين للاحتلال لم تزل معادلة الانقسام هي الحاكمة لكل السياسات الإسلامية وخاصة العربية منها...
....إذا راجعنا وعلى سبيل الأمثلة السريعة موقف (منظمة التحرير الفلسطينية) نجد أنها تحولت إلى راضين بالاحتلال بل مشاركين في الدفاع عن إسرائيل!! ولا ينكر أحد أن التنسيق بين هذه المنظمة وقوات الاحتلال معلن ومعروف وأركان قيادة التنسيق بدأت منذ عرفات إلى عباس وفياض وعريقات وقريع وأمثالهم
...وطرف الانقسام الثاني هو حماس والجهاد ومن شاكلهما ...
وفي المحيط العربي الأكبر هناك أصدقاء إسرائيل وهم الراضون بالاحتلال وأعداء إسرائيل من عامة الشعوب العربية وهم الرافضون للاحتلال...
ثم صارت أمريكا طرفا في المعادلة ومعها معظم الغربيين لصالح إسرائيل وهم أيضا الراضون بالاحتلال والداعمون له ولكل طرف أسبابه...
ثم بالعودة إلى المحيط الرئاسي والملكي للعرب فنجد مبارك كنزا استراتيجيا للصهاينة باعترافهم ومعه معظم حكام العرب وهم أيضا الراضون بالاحتلال ...أما الرافضون للاحتلال ولو بالكلمة فقد تم التخلص من أكثرهم وتم إسكات الآخرين بحكم سيطرة القوة واحتواء الاقتصاد بوضع الأرصدة العربية للكبار في بنوك الغرب!!
وبالعودة مرة أخرى للانقسام نجد أن الثورات العربية كان فيها قاسم مشترك معلن هو الرفض للحكم الدكتاتوري وآخر متخف وراء حجاب هو الرفض للعمالة للصهاينة!! وخذ مثلا آخر الانقسام اللبناني بين حزب الله والقوميين وأنصار وهاب وأنصار أمل وأمثالهم من جانب والموارنة والأحزاب المسيحية وأنصار الحريري الابن من جانب آخر وإذا فالانقسام في كل الأحوال يضع الصهيونية وصداقة إسرائيل أو العداء ضدهما في الميزان...
... ثم خذ العراق مثلا آخر فالصداميون البعثيون في جانب والأكراد والأحزاب الشيعية الراضية بالاحتلال والمهادنة للصهاينة في جانب ويجمع هؤلاء مصالح متباينة ولكنها في نفس الاتجاه العام...
...هل يعني ذلك إن إسرائيل طرف في كل المشاكل العربية ...والإجابة في رأيي المتواضع / نعم بكل تأكيد...
ولمن لا يوافقني الرأي أقول أن المشاكل الاقتصادية وتدني مستوي المعيشة لمعظم مواطني العرب ناتج عن سببين أولهما تحويل معظم الثروات العربية في أيدي قلة من الحكام ورجال الأعمال الموالين للغرب ليتم استقطاب المال العربي ليبتعد كثيرا عن الهدف العربي المشترك وهو الحرية للأقصى وتحرير فلسطين والتقدم في مجال الحرب والسلاح والدفاع وحماية الوطن ومتطلبات السلام والنهضة والرفاهية مقابل حماية الأنظمة الموالية للغرب والثاني هو خلق مناخ للصراع المحلي بين الأغنياء والفقراء وإثارة الحقد حتى لا يجمع الناس هدف مشترك بل يدمر بعضهم بعضا والدليل هو الصراع المستمر بين طوائف المجتمع العربي الإسلامي في العلن وفي الخفاء وهنا تنعدم مشاعر الانتماء للوطن كما هو واضح بين أفراد معظم الشعوب العربية...
إن خلق الفرقة بين الناس هدف استعماري كنا نتعلمه في صغرنا حيث يقال لنا إن الغرب يعتمد سياسة (فرق تسد) ولكننا نسينا هذا في غمار الفقر واستغلال ضعاف النفوس بإغراء الأموال الفاسدة...
ومرة أخرى نقدم للقارئ العزيز صورة الربيع العربي التي أفرزت انقساما له جذور فلسطينية دينية قومية وانقساما آخر له جذور اقتصادية ومعيشية ظاهرة في القصور الفاخرة وبذخ المعيشة والاختلال الرهيب جدا في الأجور من جانب وفي سكن القبور والعشوائيات والفقر وأطفال الشوارع والبحث عن لقمة في أكوام القمامة.....
التعليقات (0)