إغرورقت عيناه بالدموع حين شاهد إبنته تتلوى شبه عارية بين هتافات السّكارى و تعليقاتهم ، أجهش بالبكاء حين عاين أوراقا مالية من فئة الثلاثين دينارا تتناثر على رأسها لتستقر بين قدميها العاريتين، و أخرى تدسّ بين نهديها و حمّالة صدرها، لم يستطع كبح مشاعره أكثر من ذلك، غادر الكباريه و دموعه تسبقه.
كان آذن الفجر يسمع من بعيد. إستند الى عامود كهربائي، بيد مرتعشة، أخرج علبة سجائره،أخذ واحدة دسّها بين شفتين مرتجفتين من شدّة التأثر، أخرج ولاعته، احتاج الي جهد كبير حتى وفّق في تشغيلها، انفعاله الشديد فرض عليه بذل اكثر من محاولة لوضع سيجارته في مستوى الشعلة الضئيلة التي كشفت احمرار عينيه و انتفاخهما .حين وفق أخيرا في اشعال سيجارته و قبل ان يسحب منها نفسا، مزق سكون الليل رنين هاتفه المحمول، سحبه من جيبه:
ــ ألو.. ما زلت سهرانا يا و لدي..نعم... غادرت منذ دقائق... لم أصدق لأوّل مرة أنها هي... كما لم اصدّق أنها تفعل ذلك للمرة الأولى أمام جمع حاشد... طبعا طبعا... بكيت طويلا ... الآن فقط يمكننا إفحام كلّ المشكّكين في كون شقيقتك تسير بثبات على خطى المرحومة والدتك!
التعليقات (0)