انفصام الذات .. ردٌ على المنطلوسي والعراقي والمصلح !

ثلاثة تعليقات على موضوع " ما لا يُعرف عن السعوديين "

تناولت هذه التعليقات ، في مجملها ، جوانب مهمة في مضمون المقال ، ولهذا السبب رأيت أن يكون الرد على تلك التعليقات في موضوع منفرد بعنوان " انفصام الذات " .

وردا على التعليق الأول يمكنني القول بإيجاز :
لقد أخذ النظام الاقتصادي الإسلامي أفضل ما في النظام الاشتراكي وأفضل ما في النظام الرأسمالي .
ويتضح ذلك من خلال ما يعرف في الاقتصاد الإسلامي بالمصلحة العامة والمصلحة الخاصة . فجعل المصلحة العامة مُوجهة " بكسر الجيم " بلا هيمنة مطلقة ، وقيد حرية المصلحة الخاصة فكانت لها الحرية غير المطلقة لتحقيق التوازن بين المادية والعقدية . الأمر الذي يلفت الانتباه إلى حقيقة مهمة في النظام الإسلامي ألا وهي أسبقيته إلى وضع الأسس لاستخدام مبادئ الاستراتيجيات العامة والتكاملية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة .
ولكن الواقع في بعض البلدان الإسلامية مختلف تماما ، إذ أن هذا الواقع كثيرا ما يجنح للنظام الإقطاعي البائد ، من خلال هيمنة الاحتكار ، وتوظيف الفساد للمصلحة الخاصة ، والاستثمار في العام بما يعود على الخاص بالمنفعة ، واستنزاف دخول الطبقة الوسطى والدنيا المحدودة أصلا ، في وقت انشغل فيه رجال الدين (بتديين) عامة الناس ، وخلق أزمة الاغتراب ، فكان الفرد غريبا في وطنه ، ينتظر حلما لن يتحقق بآليته القديمة .. الخيل والسيف والرمح والمنجنيق !! وكل ذلك إلى جانب تعطيل طاقات المجتمع المنتجة !!.

أما فيما يتعلق ببعض المفردات العامية التي أشار إليها الأخ عراقي ، فلك أن تعلم أن الإحصائيات تشير إلى أن لكل مدينة من المدن الكبرى مكتبة عامة واحدة في مقابل مطعم واحد لكل 100 مواطن سعودي !!
وطبيب واحد لكل 10.000 مواطن سعودي !!
في مقابل 1000 حفرة في الشارع لكل سيارة مواطن سعودي !!

وإليك معاني بعض المفردات العامية الواردة في المقال :
- ماء مقرئ عليه : هو ماء عادي ولكن فيه " قراءة " شيخ وقد تجده يباع في البقالات بأسعار مناسبة !! ويستخدم لطرد الجن !!
- المندي : هو نوع من أنواع الأكلات الشعبية ويعد من لحم
" التيوس " وبالمناسبة يقال : أن 100 ألف رأس من التيوس تستهلك يوميا في كل مدينة !!
- الطمر = القفز . ونحن كثير ما نقفز أو ( نطمر ) ولدينا قفزات وطمرات قوية ولكن فوق الحقائق !!

وحيث يشير تعليق الأخ المصلح إلى مصطلح " جلد الذات " ، فيمكنني القول : أن هذا المصطلح لا يستقيم إلا في حالة وجود تكاملية تؤطر الذات المنتجة ، أما حينما تتعدد الذوات في الكيان الاجتماعي الواحد بتعدد الأهداف والغايات فنحن أمام حالة من انفصام الذات الاجتماعية وبالتالي يصبح مصطلح " جلد الذات " مصطلحا مستهلكا .
وقد اخترت " انفصام الذات " عنوانا لهذا الموضوع لأني اعتقد
– وهو رأي شخصي – أن كل ما تقدم هو نتيجة لحالة انفصام الذات الاجتماعية وبالتالي فهو القاسم المشترك للرد على التعليقات الثلاثة ..!!

رابط المقال السابق :

http://almustaql.elaphblog.com/posts.aspx?U=1850&A=66116

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com