كثيرة هي الأيام المأساوية التي مررنا بها والتي أصبحت تتقولب بشكل اقرب إلى الطبيعي في حياتنا وتشكل جزءاً من يوميات العراقي , ورغم ذلك فان يوم الثلاثاء المصادف 10 من شهر آذار الجاري قد شهد انفجار إرهابي شديد في منطقة أبو غريب جعل تفكيرنا يسير في منحى أخر من وجهة نظرنا ، ربما يعود ذلك إلى الهدوء النسبي والوضع الأمني المستقر نوعا ما الذي شهده العراق في الفترة الاخيرة حتى جاء هذا الانفجار واعادنا الى الايام الغابرة التي تُراق فيها دماء الأبرياء على نحو عبثي 0
الحادث الإرهابي وقع إثناء جولة للجنة العشائر في وزارة الداخلية مع مسؤولي ووجهاء منطقة أبو غريب عن طريق سيارة مفخخة أو انتحاري وأودى بحياة 33 شخص وإصابة أكثر من 25 آخرين , وكما عهدنا المسؤولين سابقا فقد تناقضت تصريحاتهم حول إلية وأسباب التفجير 0
إن المأساة ليست فقط في عدد الضحايا الذين سقطوا في الانفجار على يد إرهابي أراد إن يجتمع على مائدة الغداء مع نبيه في جهنم ( طبعا نبيهم غير نبينا )، بل في سقوط ضحايا بين قتيل وجريح نتيجة الارتباك والفوضى التي أعقبتا الانفجار ، فروايات بعض الشهود ممن نجو من الموت تشير إلى إطلاق نار من البيوت القريبة من موقع الانفجار باتجاه الضحايا وان الجنود ردوا عليهم بالمثل 0 ولكن أي شخص لديه خلفية عسكرية بسيطة يكتشف من خلال مشاهدة التقرير المصور إثناء الحادث والذي عرضته القنوات الفضائية بان قوى الأمن العراقية من جنود وشرطة تطلق النار بطريقة لأتدل على أنهم يردون على مواقع إطلاق نار وإنما كانوا يطلقون النار بشكل قريب إلى ماتفعله قوات مكافحة الشغب بإطلاق النار فوق رؤس المتظاهرين لتفريقهم وهو ماحصل بالفعل وأدى ارتفاع عدد الضحايا نتيجة الرمي العشوائي على كل من كان يتحرك في موقع الانفجار وكأنهم لم يتعلموا من الدروس السابقة ومن سيل الانفجارات التي حدثت في السنوات الماضية 0
إن حالات الارتباك والفوضى التي تصيب قوى الأمن بسبب حدث ما كانفجار أو غيرها تتكرر بصورة مستمرة فكثيرا مايتردد على مسامعنا عن سقوط عدد من المواطنين نتيجة أعيرة نارية طائشة وهذا الأمر يدل على ضعف مستوى التدريب وعدم الالتزام بقواعد الاشتباك المعروفة وهي الإجراءات الخاصة التي يجب إتباعها أثناء اختلاط المدنيين والإرهابيين في موقع المعركة ومن ابسط هذه القواعد أن يقوم المقاتل بالرد ليس لمجرد سماعه أصوات الأعيرة النارية بل يجب إن تكون هذه الأعيرة موجه باتجاهه وهناك عدة طرق لمعرفة هذه الحالة لايسعنا المجال لذكرها 0
إذن يجب أن تكون من أولويات التدريب لدى القوى الأمنية هي عملية ضبط النفس وعدم الارتباك إثناء وبعد حصول الإعمال الإرهابية لتجنب وقوع حوادث إضافية نحن في غنى عنها 0 وحتى لأتكون إكمالا لمهمة العمل الإرهابي بدون قصد وتحت ذريعة " فقدان السيطرة " 0
رحم الله شهدائنا شهداء العراق 0
التعليقات (0)