من الآن وإلى غاية الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل، ستتسابق وجوه على كسب صوت المواطن الجزائري، المدعو إلى التصويت على من سيحكم البلاد في الخمس سنين القادمة. وجوه تتزاحم في الإطارات المخصصة للحملة الانتخابية في بعض الشوارع وعند نقاط محددة من المدن والقرى، لكنها تخرج في العادة عن الإطار وتتعارك عند الجدران، كما تتزاحم في أوقات حساسة في التلفزيون والقنوات الإذاعية المختلفة. وسيكون هذا الموعد "مهرجانا للوعود بامتياز"، وعود معقولة وأخرى تبدو غير ذلك، ولئن جاءت برامج المرشحين المكتوبة مدبجة بوعود، فإنها تبدو في العموم مقبولة، لأنها مكتوبة والمكتوب يختلف جذريا عن الشفاهي.
ولأننا أمة شفاهية بامتياز فإن الأهم تجده عند منابر الخطابة، عندما تنفلت أعصاب هذا المرشح أو ذاك، ويعد بأن يعيد للعجوز شبابها ويعبّد البحر المتوسط حتى يصبح طريقا سريعا للحراقة يذهبون من خلاله إلى الضفة الشمالية من المتوسط مشيا على الأقدام أو على درّاجات هوائية أو على عربات تقليدية يجرها حمار بدلا من قوارب الموت المعرضة للانقلاب في كل حين، ليأتوا بعد ذلك على متن سيارات فاخرة ذات الدفع الرباعي وشقراوات أوربا إلى جانبهم.
وقد يبدو أن مثل هذا الوعد غير منطقي، لكننا سنسمع مثله وربما أكثر منه في الأيام القادمة، عندما تقترب ساعة الحسم ويستهلك المترشحون مئات الساعات من الكلام المنطقي وغير المنطقي، في مهرجان الوعود هذا الذي يحتاج إلى كتّاب سيناريو يتمتع كل منهم بسحر الخيال، الأبعد من خلال شهرزاد في "ألف ليلة وليلة".
التعليقات (0)