ربما ليس سراً أن حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي أُسست بمساعدة المخابرات البريطانية , كما لا أُخفيكم سراً أنها كرديف للحركات القومية والتقدمية في العالم العربي خاصة والعالم الإسلامي بشكل عام, وليس سراً أيضاً أن حركة حماس هي امتداد لحركة الإخوان المسلمين . فولائهم وقسمهم للإخوان المسلمين , كما لا يخفى عليكم أن حماس ومن خلال نواتها شباب المجمع الإسلامي تم دعمهم وبقوة من قبل المخابرات الإسرائيلية في وجه القوى الوطنية من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والحزب الشيوعي الفلسطيني آنذاك , وعملت حماي وقبل أن تتبلور كحركة على إضعاف كل جُهد وطني اتجاه الاحتلال , وبل وفي كثير من الأحيان بل غالباً ما وصفت بالكفر كل فصائل العمل الوطني بدءً بحركة فتح وانتهاء بحزب الشعب الفلسطيني , بل أكثر من ذلك فإنه ومن يذكر تلك الأيام يعرف وعن يقين أنهم أي الشباب المسلم قد استعانوا في كثير من المواقف بالحاكم العسكري الإسرائيلي للسيطرة على بعض المواقع النقابية والنوادي في قطاع غزة.كل هذا وبالمقارنة مع أهداف حماس الحقيقية يُعتبر في عداد الصغائر , لأن أهدافهم التي أُسست من أجلها حماس أخطر وأعمق من السيطرة هنا أو هناك على مؤسسة ما في زمن الاحتلال , الاحتلال الذي سعى ومنذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وبداية العمل الفدائي في أحراش جرش , وحرب الكرامة , امتداداً لجنوب لبنان , وحرب ال 82 وحصار بيروت , وخروج المقاومة من جنوب لبنان وتشتيتها في بقاع الأرض , ناهيك عن عمليات الاغتيال التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية بحق قادة فتح ومنظمة التحرير كل ذلك لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني , كل هذا كان مصيره الفشل , فجاءت حماس تلبس ثوب المقاومة والتقوى لتنفذ ما لم تستطع حكومات الاحتلال المتعاقبة على تحقيقه.واستطاع القائد الشهيد الرمز أبو عمار العودة إلى أرض الوطن , واضعاً بذرة الدولة الفلسطينية , ومنذ عودة أبو عمار للوطن , بدأت حماس بحملات التشكيك والتخوين والتكفير , وبقدرة عجيبة طفت على السطح عمليات التفجير داخل الكيان الصهيوني في كل مناسبة :ان أبو عمار يحاول فيها التقدم اتجاه إحراز تقدم ما , واستمر المسلسل الحمساوي حتى حصار أبو عمار ومن ثم قتله , ودخلت حماس لعبة الانتخابات وفازت في انتخابات عام 2006 , وبانت بوادر نيف المشروع الوطني من انقلاب وتقسيم لنواة الدولة الفلسطينية ,ومن ثّمّ طرح البدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية تارة , وتارة أُخرى استعدادهم الفاضح والذي كشف عن الوجه الحقيقي لمشروع حماس , وهو القبول بحدود مؤقتة قد تجعل تحقيق الحلم الفلسطيني مستحيلاً.
هكذا كشفت حماس عن وجهها الآخر , الوجه الذي حلمت به إسرائيل على مدار عقود عدة في حين حمل أبناء فتح ومعهم أبناء فصائل منظمة التحرير أمانة مفادها الثوابت الوطنية والتي وبالتأكيد وكحقيقة تاريخية يجب أن تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وسيفشل حتماً مشروع الدولة القزم ومشروع الإخوان المتأسلمين , وسيظل الشعب العربي الفلسطيني وفيا لدماء من سقطوا دفاعاً عن ثوابته.
التعليقات (0)