مواضيع اليوم

انصار فتح كلنا مقاومه شعبيه

فلسطين أولاً

2010-04-12 11:21:34

0

 

يجدر مقاربة اعتقال عباس زكي، عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» على يد الإسرائيليين ثم الإفراج عنه بكفالة، بحذر لحين اتضاح الملابسات كاملة ولحين معرفة التداعيات. ولكن لا يمكن تجاهل أنّ هناك تطورا قد يكون مهما يحدث في النضال الفلسطيني عنوانه «المقاومة الشعبية».

هذا النوع من المقاومة الذي يتبناه قادة في «فتح» منذ مؤتمرها العام في الصيف الماضي، يمكن أن يكون عنوان عودة الحركة لرياديتها. فقد كانت دائما قائدة للحركة الوطنية الفلسطينية، لا بمعنى أن أغلبية الشارع الفلسطيني تؤيدها، فهذا ربما أصبح موضع شك الآن، ولكنها منذ تأسيسها تقريبا وحتى اليوم هي من يقود رسم أجندة العمل الفلسطيني، فهي من فرض الكفاح المسلح أجندة عمل، وهي من قاد مسيرة التسوية السياسية والمفاوضات، وقادت مع فصائل أخرى انتفاضة عام 1987، وأطلقت بقرار من ياسر عرفات انتفاضة الأقصى عام 2000. ولكن سوء أدائها وحالات الترهل والفساد فيها أدت لفقدانها كثيرا من مكانتها الشعبية. والآن يمكن أن تصبح «المقاومة الشعبية» برنامجها الوطني الجديد.

هناك طرفان فلسطينيان أساسيان قد يقفان في صف المعارضة لهذا النهج، أولهما حركة «حماس». وخطاب الحركة الأولي إزاء هذه المقاومة سلبي، فقد شكك سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة، بجدية هذا النهج وبدوافعه. واعتبره «قرارا شكليا هدفه التغطية على سياسة قمع المقاومة في الضفة الغربية». واعتبره بمثابة «إعلان رسمي عن تخلي حركة «فتح» عن العمل المسلح واعتمادها المسيرات السلمية، وهذا «يمثل تنكرا لتاريخها في العمل المسلح»، على حد تعبيره.

وفي داخل المعارضة (المحتملة على الأقل)، هناك فريق في قيادة «فتح»، من مثل القادة السابقين للأجهزة الأمنية وغيرهم، فرغم أنّ بعض هؤلاء أكد تأييده لهذا النمط فإنّه ما تزال هناك حاجة للتأكد عمليا من ذلك.

الفريق الذي يقود هذه الفكرة داخل حركة "فتح"، ما يزال غير واضح الهوية تماما حتى الآن، فهناك بالتأكيد أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري يحملون رايتها، ولكن فرزا أكبر للمواقف ربما يحدث قريبا. وليتمكن هذا الفريق من تأكيد مصداقية النهج وتحويله إلى برنامج عمل شعبي مقبول جماهيريا، لا بد من وضع أهداف وفعاليات متصاعدة واضحة وفق برامج عملية. وبهذا يمكن التغلب على المعارضة. وربما يجدر أن نتذكر أنّ جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية، ومن ثم حركة «حماس» كانت طوال الوقت تعارض مشاريع حركة «فتح» النضالية أو لا تتحمس لها، ثم تلحق بها. فحركة «فتح» قادت انطلاقة الكفاح المسلح ولم يلحق بها الإخوان المسلمون سوى بعد نحو ربع قرن. وفي انتفاضة الأقصى ترددت «حماس» عن الانخراط فيها في البداية خوفا من الأهداف السياسية والتفاوضية التي قد يكون ياسر عرفات أشعل الانتفاضة لأجلها. ولكن معارضة «حماس» يمكن أن تصبح تخريبية إذا واجهت زخم هذه المقاومة بالعودة لنوع معين من العمليات المسلحة. ومن هنا فإنّ التفاهم مع «حماس» والتوصل لخطاب مشترك معها، وحل قضايا المعتقلين في الضفة والقطاع، ووضع ضوابط للعمل الفلسطيني أمور ملحة. وربما يمكن تحويل هذه المقاومة إلى برنامج عمل مشترك مع «حماس» وسبيل للمصالحة.

معارضة البعض في قيادة «فتح» يمكن أن تكون أكثر خطورة لأنها يمكن أن تأخذ شكلا تخريبيا من الداخل. ومن هنا فإنّ المزيد من التحديد في المواقف أمر ضروري.

لا بد من شجاعة في تصعيد هذا النهج وتوسعته، وتأكيد أنّه نهج لا يقل عن الكفاح المسلح حاجة للشجاعة والتضحية.

أحمد جميل عزم



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !