علي جبار عطية
الأربعاء 07-03-2012
افرحني تكريم المهندس المعماري المخضرم محمد مكية في لندن واثار في الوقت نفسه شجوني اذ انه يرى وهو الذي ناهز عمره مئة سنة ان بغداد توقف عمرانها منتصف الخمسينيات وان ماجرى بعد ذلك تخريب وتدمير ولا بأس من التذكير بنظريته المعمارية اذ انه يرى ان السماء للغني والفقير لذا فلا بد من وجود منطقة في البيت مفتوحة للسماء اما الابنية المغلقة فهي للسيارات وليست للبشر!
استعدت على الفور قولاً للخبير المبدع محمد حسن جمعة الذي استعانت به امارة ابو ظبي سنة 1968 لبناء مجمعات سكنية اذ كان يقول):اننا لانبني مدينة بلا روح فالمباني وسيلة لغاية اخرى هي خلق مجتمع يعيش حياة القرن الذي نحياه .. ان مد الكهرباء والماء وبناء المساكن الشعبية لا يكفي لانه يجب ان نعمل على تأهيل السكان وتدريبهم مهنياً وثقافياً للاستفادة من جميع مظاهر هذا التقدم).
اعود الى ازقة مدينتي فتسرني رؤية مواد البناء في الدروب والعمل على قدم وساق ورافعات شوكية وحادلات تعمل لانشاء او اعادة ترميم بيوت تؤوي عوائل جديدة يؤمل ان تمتص شيئاً يسيراًمن ازمة السكن لكن مايؤلم حقاً هوهذا الانشطار العشوائي في البيت الواحد حتى وصلت مساحة البيت المشطور الى (35) متراً مربعاً يحاذي بيتاً مساحته (65) متراً مربعاً بجوار بيت مساحته (300) متر مربع!
وتبلغ العشوائية مداها حين جرى السماح ببناء طابق ثالث فصار سكان هذا البيت يشرفون على سكان عدد كبير من البيوت المتجاورة في انتهاك واضح لحقوق الجيرة !
والادهى من ذلك انك حين تستفسر عن سر هذا الانشطار العشوائي تتوقع ان ياتيك الجواب ان الحاجة ام الاختراع لكن الحقيقة ان صاحب البيت حين يبيعه مرة واحدة فان سعره يكون اقل مما لو شطره عدة مرات وباع كل شطر على حدة !
ومع الاسف غابت قيم الجيرة عن هؤلاء وغلبوا الجانب المادي على كل الجوانب حتى صار الزقاق الهادىء عاجاً باصوات المنشطرين مما سبب القلق للكثيرين واثر حتى على تقديم الخدمات وسبب شحة في الماء مع ارتفاع اسعار النفط الامر الذي اعادنا قسراً الى ترديد المثل العراقي (كومة احجار ولا هل الجار)!
التعليقات (0)