السلام عليكم
انخضاع التفكير للألم والماضي التابع، وتركهما
يظن البعض أنَّ المريض ينشغل في الماضي، والحقيقة أنَّ المريض ينشغل في مرضه، أو قل: في الحاضر، ولو انشغل في الماضي فهو مجرد تابع عن الانشغال بالمرض الذي هو في الحاضر، ليعرف ما إذا كان السبب الذي أدى إلى المرض في الماضي أو لا، وسيحاول تعليق مرضه على شيء حدث في الماضي، هذا في البداية، ولكن بعد مدة سيترك أنْ يعلق مرضه على شيء في الماضي.
في بداية عهد المريض بالمرض فإنَّه ينخضع للمرض، بحيث إذا حَدَث ألم في الرِّجِل؛ فإنَّه يُوَجِّه تفكيره إليه، ويبقى تفكيره كثيرا في المكان الذي يشعر فيه بوجود ألم، ولكن بقاء التفكير كثيرا يتوقف على درجة حساسية المكان الذي يَحْدُث الألم فيه، فهو في الرِّجِل ينخضع له التفكير بدرجة أقلّ ممَّا لو كان – الألم – في البطن، وهو في البطن ينخضع له التفكير بدرجة أقلّ ممَّا لو كان – الألم – في الصدر، وهو في الصدر ينخضع له التفكير بدرجة أقل ممَّا لو كان في الرقبة، وهو في الرقبة ينخضع له التفكير بدرجة أقلَّ ممَّا لو كان في مُؤخر الرأس، وهو في مؤخر الرأس ينخصع له التفكير بدرجة أقلَّ ممَّا لو كان في الحاجب، وهو في الحاجب ينخضع له التفكير أقلّ ممَّ لو كان في عصب الشِّدق، وهو في عصب الشِّدق ينخضع له التفكير بدرجة أقلَّ ممَّا لو كان في الشفة، ولكن علينا ألاَّ ننسى قوة الألم فلو كان الألم في البطن بنسبة 10 – مثلا – وكان – ألم آخر في الرقبة بنسبة 5 – مثلا -؛ فإنَّ انخضاع التفكير للألم في البطن يكون أشد، وعلى كل حال هذا موضوع صعب ويحتاج آلة لكي تعطينا معطيات دقيقة جدا.
كما نرى فدرجة حساسية المكان هي التي تحدد انخضاع التفكير للألم، فالتفكير يخضع للألم كلما كان الألم موجود في مكان حساس جدا.
وعليه، فأكثر المرضى الذين ينخضع تفكيرهم للألم هم الذين يوجد الألم في رأسهم، وتحديدا في المكان الذي تحت الجلد، وفوق الجمجمة.
وقد نُجْمِل الكلام السابق في الكلمات التالية: انخضاع التفكير للألم الحاضر أكثر من انخضاع التفكير للماضي، وانخضاع التفكير للماضي تابع لانخضاع التفكير للألم الحاضر، وانخضاع التفكير للماضي هو بهدف البحث عن الذي أدى إلى المرض، بحيث يعلق المريض سبب مرضه على أتفه الأشياء، وينتقل من شيء إلى آخر ليعلق مرضه عليه.. لِنصطلح على هذا الحال بـ"خَفَم".
بعد مدة يجد المريض أنَّه يعلق مرضه على كثير من الأشياء، فيرجع هذه التعليق إلى الانخضاع للمرض، رغم إمكانية معرفته لسبب المرض، ولكنه يبعد كثيرا عن السبب الأصلي إلى شيء آخر هو أصلا ليس عله للمرض، فيرى أنَّ الانخصاع للألم وتوابعه يجب أنْ تترك؛ فهذا الانخضاع لا يجلب إلا ظنونا لا تُغني عن الحق شيئا؛ وبهذا يترك المريض التفكير في الألم والتابع ينترك، أو تقل وطئته بترك الألم.. لنصطلح على هذا الحال بالـ"فمخ”.
التعليقات (0)