مواضيع اليوم

انجيليا جولي العربية االاثيوبية الكمبودية الافغانية ...

بالمصادفة البحتة ودونما بحث أو تنقيب عثرت على معلومة هي جد بسيطة ولكنها لها الأثر الكبير في النفس ، وأثارت في الحماسة للكتابة مجددا عن الإيثار والعمل التطوعي وحب الآخر والعطاء ، وفضيلة التعاون ، وماهية الإنسان كفرد في المجتمع الذي يعيش فيه ثم امتداده كانسان إلى الإنسانية جمعاء . كما أثارت في شعورا بالألم والحسرة على ما نحن عليه . ونحن ننحسر إلى الداخل بعيدا عن الواقع .

نحن كعرب نفتقد العمل التطوعي ، وقلما تجد مؤسسات مجتمعية غير ربحية ذات تأثير كبير في المجتمع ، تخدم بلا مقابل وتقدم نوعية مميزة من الخدمة الراقية وبمستويات حرفية ومهنية عالية ...

عندنا في الأردن مستشفى تبشيري على الأقل واحد اعرفه معرفة جيدة ( مستشفى العروبية في المفرق ) هو مستشفى بكل معنى الكلمة يقدم خدماته مجانا وبلا مقابل ... وبمستوى خدماتي راق متفوق ربما على الكثير من المستشفيات .. رأيت كيف يدار .. وكيف يؤمن متطلباته بصورة شبه ذاتية .. والعمل يسير فيه وفق نظام فريد من حيث العمل الطبي الاحترافي ومن الخدمات المساندة كالصيانة والنظافة والطعام والأمن والحماية .. هذه مؤسسة مجتمعية غير ربحية تهدف إلى خدمة المجتمع ( بغض النظر عما تكن في قلبها وما ترمي إليه من أهداف ربما تكون اخطر من الخدمة التي تقدم ، فلربما لقمة قدمت أخذت صاحبها إلى ابعد مما يتوقع كثيرا ، لكن كما يقولون كل ذي صاحب حاجة أرعن ) هذا العمل عمل تطوعي من الدرجة الأولى .. وخدماتي غير ربحي يجد من يقبل عليه ممن ضاقت بهم الدنيا ، ونسيهم مجتمعهم ، وأهلهم ، فلم يجدوا يدا تمتد إلا تلك اليد الغريبة التي أصبحت أقرب إلى القلب من كل حبيب ...

كان الفلاح إذا ما أراد بناء بيت من الطين والقش ( اللبن ) يعمد إلى طلب المساعدة من أبناء الحي فيهبوا هبة رجل واحد ..يتناولون الغداء معا كعائلة واحدة .. فيقوم البيت غرفة أو أكثر في يوم أو يومين .. ويبقى في سجل الفلاح انه أنما يسكن في بيته بفضل الجيران والأقارب والمساعدة ( العمل التطوعي ) فيؤثر هذا في نفسه فلا يحقد أو يغضب ، ويسامح ويقبل ويتقبل ، فلا يتجاوز الحد الذي يفضي الى النزاع ، حفظا للود وردا للجميل ، فتشيع المحبة والألفة في المجتمع ..

وكذلك في مواسم الحصاد والزواج والحفلات ...
فقدنا روح الجماعة ، وتغولت الفردية ولاكتنا وأكلتنا وبتنا بلا معيل ..

بالأمس وصلتني بالبريد الالكتروني رسالة من احدهم دون أن يقصد وهو يستعرض على سبيل الفشخرة ( للفنانة العالمية الكبيرة الكبيرة انجيليا جولي ) كيف تنفق الملايين على المؤسسات والهيئات العالمية والخاصة .. كيف تمد يد العون ، وكيف تشعر بالآخرين ...وهي غير مكرهة .. بل راغبة طائعة مرتاحة البال والضمير لا تخاف فقرا ولا فاقة .. ولا تحسب حساب الدنيا ويوم غدكما نحسب ونخاف ( علما بأننا ربما نكون الأولى( بما تنص عليه الشريعة والنصوص الدينية الكثيرة ) بان نكون مثلها من حيث عدم حساب الدنيا .. بل علينا أن نحسب حساب الآخرة التي تركناها بلا ذخيرة .. وركنا إلى الدنيا وما فيها ..

لفتت انتباهي الأرقام المهولة التي تعجز عنها دولة .. تتجاهل من فيها ... وتضرب بمتطلباتهم عرض النسيان ..
لنجد مؤسسة أمريكية تتبرع ببناء مدرسة أو مستوصف أو ملعب أو مكتبة أو دار رعاية أيتام أو عجزة ..
أو ربما تبادر مؤسسة غير ربحية مثل ( هيومن رايت ووتش ) للدفاع عن أبناء جلدتنا من أبناء جلدتنا .. وتتابع ذلك بكل جدية وحزم .. وتفضح المفضوح والمسكوت عنه على حد سواء ..

أين هم الفنانين العرب .. وهم يحصلون على الملايين من قوت الشعب البسيط الذي يصفق لهم ويكدح ليحضر حفلاتهم وأمسياتهم .. أين هم من العمل الخيري والتطوعي .. أين هم من المساعدة والتبرع .. أين هم من الفقراء ممن يحبونهم .. أين هم من أبناء مجتمعهم ... ألا يخجل احدهم وهو يرى الغرباء يتبرعون بما يملكون وهو يقبع على الملايين يخاف الغد والفقر القادم معه ..
تبرعت ( الفنانة الكبيرة انجليا جولي ) بثلث دخلها المخصص لمناطق العالم المنكوبة فمنحت مليون دولار لأحد معسكرات اللجوء الأفغاني في باكستان ، و مليون دولار لمنظمة أطباء بلا حدود . و مليون دولار لمنظمة الطفل العالمي ، و مليون دولار لمنظمة غلوبال إيدز أليانس. و مليون دولار لمنكوبي دارفور .
وخمسة ملايين دولار لأطفال كمبوديا... و100 ألف دولار لمؤسسة دانيال بيرل ، وستنشئ قريبا عيادة طبية لمكافحة الإيدز في أثيوبيا. يقال ان حوالي 20 مليون دولار (عدا الأطعمة والأدوية وغيرها) هي إجمالي ما تبرعت به خلال ثماني سنوات. وتنفق سفيرة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على زياراتها التفقدية من جيبها الخاص ، نعم شاركت المرضى الجوعى والمضطهدين في العالم والمشردين بفعل الكوارث الطبيعة والحروب الأهلية والنزاعات الإقليمية ، دون خوف من إرهاب أو قتل ، دون خوف من فقر ، أو خوف من الغد وما يحمل ، وكأنها تدرك وتؤمن أن الغد لا يأتي إلا ويأتي معه رزقه ، لم تخاف المرض والعدوى ، لم تعكف وتتجاهل ما حولها وكأنها في كوكب آخر .. هذا هو الانتماء .. للإنسانية والحب والعطاء ..
من ينتمي لنا ننتمي له ..ألا سحقا لهم ...

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !