انت فقط تدري

…..

….لا أدري سببا لكن حقيبتي اليوم بدت لي ثقيلة،..كل خطوطي تثاقل إلى الأرض…لا أدري سببا غير أن أمرا صار غريبا؛..الأرض اليوم مربعة تجري على مسطح صغير يتقاسمه في اللعب شاعران… لا أدري سببا لكن أخبرتنا رسالة قصيرة  أنَّ طيور الصّباح  ستقدم  الصّحو في فنجان مربع، حتى لا يعاود قاليلي صياحه و يقدم للأرض حذاءا رياضيا تدور به حول نفسها كما يفعل الدراويش …..
لا أدري سببا…لكن في محطة ما من محطات طريق طويلة…تقف الحافلة…تنزل فتاة بسيطة المظهر…لن يكون في المكان غير شجرة اعتاد  أن يرتاح عندها وجهي من تعبه…لن أستطيع  لفت انتباهها، رغم أنَّها لم تكن تعرف بأي أرض هي ..كانت تعرف فقط أنها ستنزل في المحطة الخامسة….بعد زمن معدود..تقف الحافلة مرة أخرى…ينزل رجل بسيطة المظهر…لن يكون في المكان غير شجرة اعتاد وجهي أن يرتاح عندها من غربته،…لن يستطيع وجهي لفت انتباهه رغم أنه لم يكن يعرف على بأي أرض هو …كان يعرف فقط أنه سينزل في المحطة الخامسة……
لن تقف الحافلة في المحطة مرَّة أخرى، لن يكون في المكان غير وجهي، و فتاة بسيطة، و رجل بسيط، و شجرة تفاح وحيدة،…لست أدري سببا،… لكن سنعتاد جميعا أن نرتاح عندها و نحن ننتظر أن تمر الحافلة مرة أخرى لأننا جميعا لم نكن نعر ف لماذا كان علينا أن ننزل المحطة الخامسة؟، ….. كنا نعرف فقط آن علينا حفر جبٍّ في الجانب الشرقي من ظلال الشجرة…
عادة لن يعبأ أحد بشجرة تجلس تحتها ظلال قديمة، كانت تتمرغ في انتظار طويل للنوم..سنعبأ نحن فقط، و نحن ننزل موءودين إلى الحفرة، و ننزعج من عدم قدرتنا على توسيعها قليلا ، سنبقى على قلق أن تظلَّ أقدامنا فوق التراب… …سنكون مُنزعجين أن يعبر طفل فيرتعب، أو تسقط تفاحة فيزيد عراؤنا، أو نعبر نحن مرة أخرى في فلم  قد يسجَّله مجهولون على هواتفهم النقالة فنحير في أمر أسمائنا….
…ستدري أنت فقط ما أسماءنا، لأنك أنت الذي كان يقود الحافلة قبل أن تلعب بأرض مربعة لعبة النرد….أنت فقط كنت تعرف أن  ليس في الطريق صدى غير قطرة مطر حملت معها من الرعد دويا صغيرا يصلح للركض في ما تبقى من سواد الليل و الارتجاف في خبر الموءودين…..
أنت فقط كنت تدري…ولأنك الحكيم الحزين فعليك أن تروي في ضحك كيف تقرر كل يوم أن تواصل رحلتك وأنت تقعد على حذرك القديم من أن يكون للظّلال المتراقصة، ثأر قديم تريد أن تقضيه …نحن لن نعبأ إلاَّ بحكمة و واحدة تعلمها بائع الألبسة المستعملة لأنه لا يستطيع إقناع الجميع يوم زفافه أن بدلته التي يلبسها اشتراها من محل  للألبسة الجديدة…

… ستلاعب أنت فقط بين أصابعك ورقة كتبت عليها كلمات جمعتها من كلامنا،…أنَّ حافلة تركتنا عن ظلِّ الشجرة…وأنّ ظلالا خمسة كانت تلعب معا لعبة رند رغم أننا كنا أربعة.. هي و هو و وجهي وشجرة تفاح ….أنت فقط تدري./ن