انتهاك اتفاقية جنيف لأسرى الحرب في حق القذافي
مقدمة:
حسب ميثاق جنيف الثالث المتعلق بشأن معاملة أسرى الحرب، الذي انبثق عام 1949، يعرف أسير الحرب بأنه مقاتل شرعي وقع في يدي عدوه عاجزا عن القتال أو مستسلما.
كيف يعامل أسير الحرب:
تفرض المعاهدات الدولية أن يلقى أسير الحرب معاملة إنسانية وذلك منذ القبض عليه حتى محاكمته. وتنص (اتفاقية جنيف الثالثة) على إطعام وشراب أسرى الحرب، يجب أن يزود أسرى الحرب بلباس لائق ويكون هذا الزي إما من أسير الحرب أو زي يقوم بتوفيره الآسر. ويبقى للأسير أولاً.
هل مقتل القذافي جريمة حرب؟
طالب كل من المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية "أمنستي" بالتحقيق في ملابسات مقتل العقيد الليبي معمر القذافي،
ودعت المفوضية الجمعة إلى فتح تحقيق كامل في موت القذافي، وعبرت عن قلقها من احتمال أن يكون قد أعدم. وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل لرويترز إن هنالك الكثير من الغموض بشأن ما حدث بالفعل، مشيرا إلى أن هناك أربع أو خمس روايات عن طريقة موته.
وأضاف أن اللقطات المصورة تظهر اعتقال العقيد الليبي حيا ثم تظهره ميتا وقال "لسنا في وضع يسمح لنا بقول ماذا حدث حينها، لكننا نشعر أن من المهم للغاية توضيح هذا لذا يجب أن يكون هناك تحقيق جاد فيما حدث وفي أسباب وفاته".
وقال كلاوديو كوردون المدير الرفيع في منظمة العفو الدولية في بيان "اذا كان العقيد القذافي قد قتل بعد القاء القبض عليه فسوف يشكل ذلك جريمة حرب ويجب تقديم المسؤولين الى العدالة."
وأوضح أن من المبادئ الأساسية للقانون الدولي تدعو إلى محاكمة المتهمين في جرائم خطيرة إن أمكن، واعتبر أن الإعدام بدون محاكمة غير قانوني تحت أي ظرف.
سيناريوهات تصفية القذافي:
من قتل القذافي ؟ هل هم الليبيون ؟ أم المجلس الانتقالي الذي يديره ويتحكم فيه حلف الناتو الأجنبي؟
1- فإن كان الليبيون هم من قتلوه، فليس ذلك من شيم المسلمين قتل الأسرى،هذا ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله في أسرى غزوة بدر: (استوصوا بالأسارى خيراً)، وقال الحسن: (وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المحسنين، فيقول: أحسن إليه. فيكون عنده اليومين والثلاثة، فيؤثره على نفسه)، وروي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه في أسرى بني قريظة بعدما احترق النهار في يوم صائف "أحسنوا أسراكم وقَيِّلوهم واسقوهم" قيلوهم: أي ساعدوهم بالقيلولة وهي راحة نصف النهارعند حرّ الشمس. وقال: (لا تجمعوا عليهم حرّ هذا اليوم وحرّ السلاح).
فالأولى أنهم كانوا يعتقلوه ويحسنوا إليه باعتباره أسير، ويعرضوه على المحكمة العليا الليبية ويواجهونه بالمنسوب إليه من التهم، والقضاء يأخذ مجراه.
2- وإن كان المجلس الانتقالي من قتله، فهو الحقد الدفين له، والانتقام منه بتصفيته نهائيا حتى يخلو لهم الجوّ لإقناع عموم الليبيين بأحقيتهم في الحكم لغرض في نفس يعقوب، وبأن حكم القذافي قد ولّى دون رجعة.
3- وإن كان حلف الناتو من قتله، فهي المصالح الغربية تتكالب على المسلمين كعادتها عموما وعلى ليبيا ونفطها الغزير خصوصا، وسوف تبدأ بعد ذلك عمليات المقاسمة بينهم على كعكة البترول تحت مسميات عديدة ، منها الاستثمار الأجنبي في ليبيا لإدخال الشركات الاجنبية للاستحواذ على النفط الليبي، وإعادة الإعمار، والشعب الليبي المسكين يرقص على ويلاته.
أما الذين يرقصون على موته فهم مساكين لم يعرفوا بعد مستقبل بلدهم الغامض، والصراع القوي المنتظر بين العلمانية والاسلام ، مثل مستقبل العراق ومستقبل مصر وتونس.. الخ.
التعليقات (0)