اليوم 20 نوفمبر هو عيد الطفولة، او ما يسمى باليوم العالمي لحماية الطفولة، الذي يجري الاحتفال به على نطاق واسع في مختلف انحاء العالم بناء على توصية من الامم المتحدة، وإن كان بمواعيد تختلف من دولة الى اخرى، إلا ان غالبية الشعوب البشرية المتحضرة تحتفل بشكل او باخر بمناسبة عيد الطفولة كونها تعتبر فرصة للتحقق والتبصر لما بذلته لارساء وحماية حقوق الطفل التي اتفقت عليها تلك الامم، ولسنا منها.
ويترافق عيد الطفولة في مصر وبعض البلدان العربية مع احداث مؤلمة، كان ضحيتها الاطفال، فمنذ يومين فقط توفي اكثر من 51 طفل مصري في حادث قطار اسيوط الدامي، ومنذ 6 ايام سبقت عيد الطفولة الحالي اندلعت الحرب العدوانية على غزة واول ضحياها كانوا اطفال، اما في سوريا الجريحة فكارثة قتل الاطفال اصبحت عادة لا استثناء، وتكاد تكون يومية ومستمرة من عامين تقريباً وحتى يوم عيد الطفولة هذا وليس هناك ما يلوح بالافق بان تنتهي هذه المذابح قريباً على الاقل.
هكذا اذن تحتفل شعوبنا العربية بمناسبة عيد الطفولة على طريقتها بانتهاك حقوق الاطفال او تقف عاجزة غير قادرة على حماية اطفالها، ولافرق بين هذه الدولة او تلك، فجميعها تتشابه تقريباً بقواسم مشتركة عظمى واولها قتل الطفولة بطرق مختلفة: فمن ظاهرة اطفال الشوارع (الذين يبلغ عددهم على سبيل المثال في مصر نحو 3 ملايين حسب احدى الدراسات)، الى ظاهرة زواج الاطفال المستشرية في بعض الدول العربية مثل اليمن، كما تجري حالياً محاولات حثيثة لتقنين زواج الاطفال في مصر ايضاً، وذلك بحشر نص في مشروع الدستور الجديد لاتاحة ذلك عملياً وقانونياً.
ربما لهذا تحفظت حينها المجموعة العربية اثناء توقيع اتفاقية حقوق الطفل الدولية بحجة الخصوصية، ويبدو فعلاً بانهم كانوا على حق، حيث ان اطفالنا يتمتعون بخصوصية خاصة جدا ومميزة، وهي ان حياتهم ارخص بمراحل من حياة اقرانهم في الدول المتقدمة، كما ان اطفالنا الاناث يبلغون سن الزواج قبل العاشرة من العمر احياناً، بخلاف اقرانهن من اطفال العالم الاخر، والاهم بانه يجب حماية ظاهرة اطفال الشوارع عملاً بقانون الحرية في اختيار مكان العيش والتنقل والديمقراطية.
التعليقات (0)