علينا جميعا أن نعترف بأن الشعب المصري كله قد لقي أقسي هزيمة له منذ عام ٦٧ بهزيمته من أصحاب المصالح داخل الحزب الوطني، وأصحاب المصالح في هذا الحزب لا يتعدي عددهم الألف فرد ويزداد هذا العدد كل خمس سنوات بعد انتخابات مجلس الشعب بالوجوه الجديدة من الأعضاء الذين يمكن استئناسهم ولا يحملون لافتات «اللي بالي بالك هو الحل»، وأصحاب المصالح معظمهم أصحاب ـ أو طالبو ـ الثروة الفجائية.. ولحمايتها يجب أن تلتحف برداء سميك من السلطة يحميها من تقلبات الجو!
الآن يجب أن نعترف أن النكسة الحقيقية التي نعيشها الآن هي نكسة إبعاد القضاة عن الإشراف الكامل علي الانتخابات.. فالقضاة هم بحق العقبة الحقيقية والوحيدة التي كان يمكن أن تتحطم عليها انطلاقات الحزب الوطني ـ السرية ـ المستقبلية، وتم التمهيد لإبعاد القضاة، وذلك بتوجيه إهانات لبعضهم من بلطجيتهم.. وتم اتخاذ ذلك ذريعة وقالوا كيف نهين القضاء ـ الأهم هو قتل القتيل وليس مهما المشي في جنازته ـ بإشرافه علي الانتخابات فالقضاء له قدسيته، ولا ندري كيف نقدس القضاء ولا نقدس القانون الذي ينفذه هذا القضاء، فقبل تقديس واحترام القضاء يجب تقديس واحترام القانون وأول شيء يوصلنا لذلك هو احترام إرادة الناخب والشعب في اختيار من يسن لهم القوانين التي تسير شؤونهم، قالوا إن القضاة قديما أشرفوا علي الانتخابات ولم تسلم أيضا من التزوير، وهذا كلام حق يراد به باطل فكتم أنفاس القضاة وهم يرون التزوير الفاضح أمامهم والضغوط الشرسة وراء ظهورهم لم يعد ينفع في عصر السماوات المفتوحة، والتي تجعل كل السياسات والأفعال مفضوحة علي الهواء مباشرة! قالوا ليس لدينا عدد كاف من القضاة لكي نجعل لكل صندوق قاضيا، لأن الانتخابات ستجري في يوم واحد وهذا كلام مردود عليه لأن الإجراءات الأمنية هي التي جعلت الانتخابات تتم علي ثلاث مراحل وأنا علي يقين أنها سيستمر إجراؤها علي ثلاث مراحل إن لم تزد!! وهذا السبب سهل حله لو ساوينا بين لعبة السياسة ولعبة كرة القدم فإذا كنا نستورد حكاما لكرة القدم فمن باب أولي استقدام قضاة للعبة السياسة!! وفي النهاية يجب أن نعترف جميعا أننا اتهزمنا ـ يا رجالة ـ علي يد هذا الحزن الوطني تقدس اسمه ورسمه وجمله وهلاله وانطلاقاته وفكره الجديد.. أصل القديم كان كخه ووحش.. إرمح فيها أيها الحزب براحتك لأنك بعد أن خربتها لن نجد أفضل منك يقعد علي تلها!!
|
التعليقات (0)